هكذا غامروا بحياة بوتفليقة 10 سنوات

الحكومة أمرت بإجراء خبرة تقنية على ملعب 5 جويلية مباشرة بعد زلزال 2003
مكتب الدراسات بغرداية رفع تقريرا مفصلا الى وزارة الشباب والرياضة في عهد هيشور والمسؤولون لم يحركوا ساكنا
أسر لنا مصدر رسمي مسؤول من هيئة مراقبة البناءات للجنوب فرع غرداية، تحفّظ عن ذكر اسمه، أن هذه الأخيرة هي من تكفلت باجراء خبرة تقنية على هياكل ومدرجات ملعب 5 جويلية، مباشرة بعد زلزال 2003، وتم من خلاله إخطار وزارة الشباب والرياضة آنذاك في عهد الوزير بوجمعة هيشور، بالمخاطر التي تحدق بالمناصرين في ملعب 5 جويلية، على اعتبار أنه تضرر من الزلزال الذي ضرب بومرداس والعاصمة لكن لا حياة لمن تنادي في فضيحة مدوية تكشف خفايا تقاعس أشباه المسؤولين وتلاعبهم بحياة الجزائريين . وقد أبرز ذات المصدر أنه تم تسجيل احترازات خطيرة، بعد معاينة هياكل ملعب 5 جويلية الأولمبي في 2003، وتم رفع تقرير من طرف هيئة مراقبة البناءات فرع الجنوب، التي قامت آنذاك بإرسال 10 إطارات من مختلف ولايات الجنوب إلى العاصمة لمعاينة آثار الزلزال على مختلف الهيئات الرسمية الموجودة في الجزائر العاصمة، ومن بينها ملعب 5 جويلية الأولمبي، سلم إلى المديرية العامة في العاصمة ومن خلالها إلى المسؤولين المباشرين عن كل هيئة رسمية خضعت للخبرة التقنية، لاشعارهم بحجم الخطورة المسجلة، وقد تم إبلاغ الوزارة آنذاك في عهد الوزير الأسبق للشباب والرياضة، بوجمعة هيشور في حكومة أحمد أويحيى، بالضرر الذي لحق بملعب 5 جويلية، لكن ذلك قوبل بتجاهل من المسؤولين، على اعتبار أن ملعب 5 جويلية الذي شهد مؤخرا كارثة بمقتل مناصرين من فريق اتحاد العاصمة، دفعا ثمن تهاون ولامبالاة المسؤولين، في 2003، الذين لم يأخذوا الأمر على محمل الجد، ليدفعا بذلك ثمن لامبالاة الوزير هيشور وباقي المسؤولين آنذاك، ولا يتوقف الأمر عند التلاعب بحياة الأنصار على مدار 10 سنوات كاملة، شهد من خلالها الملعب حضورا جماهيريا معتبرا في مباريات البطولة والكأس وكذا مباريات المنتخب الوطني، بل أن تقاعس هؤلاء ممن يعتبرون أنفسهم مسؤولين على مدار 10 سنوات كاملة، وضعوا من خلالها حياة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وكبار المسؤولين في خطر من دون أن يعلم أنه كان مهددا بدفع ثمن لا مبالاة ولا مسؤولية بعض أشباه المسؤولين لولا لطف الله، فيكفي التذكير بأن الرئيس بوتفليقة باعتباره الراعي الأول لمنافسة كأس الجمهورية، تم هو الآخر التلاعب بحياته، من خلال حضوره الدائم لنهائي كأس الجمهورية على مدار هذه المدة، رفقة أعلى المسؤولين في الدولة الجزائرية، أين كانت حياة الرئيس بوتفليقة والمسؤولين في خطر على مدار 10 سنوات كاملة. وبينت الحادثة الأليمة التي عرفها الداربي العاصمي، بانهيار جزء من المدرجات العليا القريبة من المنصة الشرفية وحتى التي توجد فوق المنصة الشرفية التي تعودت على جلوس الرئيس فيها في نهائيات كأس الجمهورية، إلى أن المدرجات العليا كانت الأكثر تضررا، إلى جانب الخطر الذي كان يترصد الأنصار، الذي يبقى ذنبهم الوحيد هو عشقهم للكرة.
الشعب يريد القصاص من أشباه المسؤولين.. ودم سفيان وسيفو لا يجب أن يذهب هدرا
ويبقى على السلطات المعنية التي باشرت فتح تحقيق في أسباب انهيار جزء من مدرجات ملعب 5 جويلية الأولمبي، الضرب بيد من حديد لمعاقبة المتسببين والمتقاعسين الذين تلاعبوا بحياة الشابين سيف الدين وسفيان، رحمهما الله، وتلاعبوا بحياة الرجل الأول في البلاد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وتلاعبوا بملايين الانصار الذين توافدوا على ملعب 5 جويلية الأولمبي على مدار 10 سنوات كاملة، كان أشباه هؤلاء المسؤولون ينعمون، في حين كانت حياة الزوالية مهددة بالخطر في كل مباراة، فعائلتا ضحيتي ملعب 5 جويلية الأولمبي، ومن خلالهم الملايين من الجزائريين، لسان حالهم يقول: «الشعب يريد القصاص من أشباه هؤلاء المسؤولين ومعاقبتهم حتى يكونوا عبرة.
أي تقارير خاطئة تتحدث عنها يامعالي الوزير..؟
وعلى الرغم من أن من يتحمل مسؤولية هذه الفضيحة يبقى وزير الشباب والرياضة في عهد حكومة أحمد أويحيى في 2003 بوجمعة هيشور، إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه على ضوء التصريحات التي أطلقها وزير الشباب والرياضة الحالي، محمد تهمي، والذي أكد على تلقّيه تقارير خاطئة عن ملعب 5 جويلية، ما جعله يرفض غلقه إلى غاية 2015، فأي نوع من التقارير الخاطئة التي يتحدث عنها الوزير، في ظل هذه المعلومات المؤكدة والتي ستكشف عنها لجنة التحقيق التي شكّلها، والتي تؤكد على وجود فضيحة إدت إلى موت شابين كانا جالسين في امان لا يعلمان أنهما سيفقدان حياتهما بسبب تقاعس المسؤولين السابقين، ووضع حياة الملايين ومن بينهم الرئيس بوتفليقة في خطر لمدة 10 سنوات كاملة.