هكذا نصب عقيد مطرود وزوجته على رجال أعمال في صفقات وهمية!

الثانية سلبت ضحاياها أموالهم ثم هددتهم بتسجيلات فيديو
العقيد المطرود سبق وأن أدين بعامين حبسا نافذا أمام محكمة عسكرية في بشار
أحال قاضي التحقيق بمحكمة بئر مراد رايس، ملف قضية شائكة تورطت فيها سيدة زوجة ضابط سام سابق في الجيش، إلى جانب زوجها، بعدما وجهت إليهما تهم الاحتيال والتهديد باستعمال النفوذ، على محكمة الجنح للفصل فيها.
المتهمة في هذه القضية صدرت في حقها 5 أحكام قضائية خلال فترة زمنية متقاربة، لنصبها على عدد من التجار في صفقات ومشاريع وهمية جلها تتعلق بالمتاجرة في مجال السيارات أو تأسيس محلات لبيع المواد الغذائية، ومنها حتى ما يتعلق بصفقات وهمية لتمويل ثكنات عسكرية بالمؤونة.
وتفيد المعطليات التي تحصلت عليها «النهار»، أن المتهمة الرئيسية في هذه القضية هي حسناء تنحدر من ولاية سطيف، تمكنّت من جمع ثروة طائلة بطرق احتيالية من وراء استغلال رتبة زوجها الذي كان عقيدا بالجيش لاصطياد ضحاياها أو تهديدهم بنفوذه حال مطالبتهم بحقوقهم المادية.
وكانت المتهمة حسب المعطيات التي تحوزها «النهار»، تستغل حملها بمولودها الثالث لاستمالة عاطفة ضحاياها على أساس أنها وحيدة، تارة تدّعي أنها أرملة وتارة مطلقة، طالبة منحها يد المساعدة في تأسيس محل تجاري، حيث انتقت ضحيتها بعدما تعرفت عليه في معاملة تجارية لبيع سيارة تم التراجع عنها في آخر لحظة.
وبعدما عرفت أنه يملك محلا عبارة عن «سوبيرات» في الشراڤة وأنه ميسور الحال، زعمت أنها تود هي الأخرى ممارسة ذات النشاط وطلبت أن يساعدها في ذلك، من خلال التكفل بأشغال الطلاء والترصيص وكذا تجهيزه، ثم أخذت منه سلفة مالية بالعملة الصعبة والوطنية بقيمة إجمالية تقدر بـ 712 مليون سنتيم ورفضت تسديد مستحقات الدهان المقدرة بـ 11 مليون سنتيم وأجبرته على تسديدها.
ومن ثم أوهمته بشراكتها في مجال بيع السيارات على مستوى الحمامات بعين البنيان، وعلى ذلك الأساس قاما باقتناء مركبة من نوع «أودي 3A» بقيمة 395 مليون سنتيم ومن ثم قامت بستجيلها باسمها من دون علمه، وذلك رفقة زوجها على مستوى بلدية دالي ابراهيم بتاريخ 19 جويلية 2017، ولما طالبها باسترداد أمواله قامت بتهديده بالزج به في السجن باستغلال نفوذ زوجها على أساس تسجيلات كاميرات المراقبة المنصبة في محلها باعتباره دائم التردد عليها.
وفي إطار التحريات، تبين وجود شاهد في القضية، وهو خبير عقاري معتمد لدى المحاكم، الذي كشف عبر جميع مراحل التحقيق على مستوى محكمة بئر مراد رايس بالعاصمة، أن المتهمة اتصلت به عبر رقم هاتفه بعد الإعلان الذي وضعه ابنه على موقع «واد كنيس» في خصوص سيارة «أودي»، وأخطرته بأنها تود اقتناءها لابنة صديقتها لنيلها شهادة البكالوريا.
للإشارة، فإن زوج المتهمة أدين في إحدى القضايا المتابعة بها زوجته أمام المحكمة العسكرية ببشار بعقوبة عامين حبسا نافذا، وذلك بعدما ثبت أنه تواطأ معها في النصب على تاجر في عدة صفقات ومشاريع وهمية لصالح وزارة الدفاع الوطني تتعلق بتموين ثكنات بمواد غذائية وكذا مشاريع ترميم وطلاء لعمارات أحد الأحياء العسكرية المتواجد بمنطقة بوزريعة.
وذلك بعدما أوهمه الأول أنه عضو بلجنة الصفقات على مستوى الوزارة، ليكلف زوجته بسلبه مبلغ ملياري سنتيم من دون وثيقة في مشروع ادّعيا أنه سلم لغيره، الأمر الذي جعلهما يسلمانه وكالة على حساب بنكي، تبين أنه لم يسبق أن ضٌخت فيه أموال.