هكذا نفّذ الجيش عمليات تحرير الرهائن

العملية نجحت رغم محاولة الغرب التشويش
نجحت قوات الجيش الوطني الشعبي، في تطويق قاعدة الحياة التابعة لمجمع سونطراك، بمنطقة ”تڤنتورين”، بدائرة عين أمناس بولاية إليزي، التي تعرّضت لهجوم إرهابي، حيث إنه بمجرد استهداف القاعدة البترولية؛ تمت محاصرة المكان، والتحقت كل الوحدات الخاصة لتنفيذ العملية، حيث فرضت السلطات العسكرية مبدأها في العمل، بعيدا عن أي مطالب أو دخول في مفاوضات مع الإرهابيين.وتمكنت قوات الجيش الوطني، بعد استعانتها بقوات التدخّل السريع التي وضعت في الخط الأمامي، من أجل شنّ الهجوم والسيطرة على الوضع في كامل محيط القاعدة البترولية، لتفادي أي محاولات للتسلّل والهروب، من طرف الإرهابيين، وتدعّمت القوات ذاتها، في الصف الموالي بوحدات خاصة بمكافحة الإرهاب، لتقديم الدعم والإسناد، ليليها في الصف الثالث وحدات أخرى من الاستعلامات العسكرية الخاصة التي أُوكلت لها مهمة التنسيق العملياتي والتزوّد بالمعلومات الأمنية الخاصة، وبالتالي تمّت محاصرة المكان كلّه.
وحدات الجيش تدخّلت برّا وطلقات تحذيرية قبل الهجوم
وبالعودة إلى كيفية القيام بعملية الهجوم لتحرير الرهائن المحتجزين، فإن قوّات الجيش قامت بإطلاق طلقات نارية تحذيرية قبل الهجوم، حسب وزير الاتصال محمد السعيد، لتحذيرهم، قبل بداية الهجوم لتحرير الرهائن؛ إلا أن الخاطفين رفضوا الاستسلام؛ مما جعل قوات الأمن تباشر الهجوم المسلّح برّا، حيث تمكنت في كل عملية قامت بها من تحقيق نتائج إيجابية أسفرت عن تحرير رهائن والقضاء على الإرهابيين، حيث لم يتم استعمال القصف الجوي؛ كما روّجت له وسائل الإعلام الغربية؛ إلا في حالة واحدة ودقيقة جدّا، عند محاولة 3 مركبات الهرب، والتي كان على متنها 4 أجانب، تفاديا لإصابة العمال المحتجزين، ولكون عمليات تحرير الرهائن لا يستعمل فيها مثل هذه التدخلات باستعمال سلاح الجو؛ لم يُستعمل القصف الجوي إلا بعد تأكد الجيش من عدم وجود خطر على المدنيين والمنشأة النفطية.
الرّد السريع للجيش فاجأ الجماعات الإرهابية وأخلط أوراق بلمختار للحصول على الفدية
تفاجأت الجماعات الإرهابية المنفّذة للعملية، من الرّد السريع من قبل وحدات الجيش الوطني، بداية برفضها التفاوض مع الجماعة الإرهابية، ومحاصرة المكان، إلى غاية تنفيذ العملية العسكرية، وأخلطت القوات ذاتها كامل التخطيطات التي أعدّها الارهابيون، والأعور الذي خصّص لها إرهابيين ناشطين في جماعته، وأحبطت قوّات الجيش كل محاولات الجماعة من أجل الحصول على أموال الفدية التي كان يحصل عليها بلمختار بعد اختطاف الرعايا الأجانب، في الساحل واستعمالهم كورقة ضغط لطلب الفدية من الدول الغربية، وفي هذا الشأن؛ كانت الجزائر قد تمكنت في إحدى عملياتها بالجنوب الجزائري من تحرير 17 سائحا سنة 2003 من جماعة البارا، وهي العملية التي لم تقم بها أية دولة في الساحل؛ على الرغم من تدخلات عسكرية لفرنسا، التي تنتهي دوما بتصفية الرهائن أو تمويل الجماعة الإرهابية بدون القضاء على أي إرهابي، وبالتالي؛ فإن الجيش يستخلص الدروس من العمليات السابقة التي تتكلّل بالنجاح.
الإرهابيون أرادوا استعمال العمّال الأجانب كدروع بشرية لتضغط الدول الغربية على الجزائر
وفي السياق ذاته، تفاجأ الإرهابيون، من ردّة فعل الجيش منذ البداية على الرغم من أن الخاطفين كانت لهم مطالب ومفاوضات، إلا أن السلطات فرضت مبدأها القاضي بعدم التفاوض مع الإرهاب، واستعملت الحل العسكري لكونه الرهان الوحيد لإنهاء العملية، التي كان الخاطفون يعتقدون أنها ستستمر وقتا طويلا، بعدما قاموا بتنفيذ العملية من قبل أشخاص لهم وزن كبير لدى جماعة مختار بلمختار؛ مثل الإرهابي الطاهر بن شنب، والمدعو أبو البراء، وقاموا باستعمال العمال الأجانب كدروع بشرية، لإرغام الغرب على الضغط على الجزائر، كما أنهم لم يقوموا بأي عمليات تفجيرية أو انتحارية خوفا على أنفسهم، إذ إنه في هذه الحالة كانت الجماعة قادرة على تفجير المجمع البترولي باستعمال عود ثقاب فقط.
الجزائر لم تستشر أية دولة أجنبية ونفّذت العملية وفاجأت الإرهابيين
وبالعودة أيضا إلى كيفية تنفيذ عملية تحرير الرهائن، فإن السلطات لم تستشر أية دولة، وقامت بالشروع في العملية بمجرد الهجوم مباشرة، لكون الجزائر لها تجربة كبيرة في محاربة الإرهاب، كما أنها دولة سيادية تعرف التعامل مع مثل هذه الظروف التي لا تحتاج فيها إلى أي إملاءات من الخارج، وهو الهدف الذي كانت تسعى إليه الدول الغربية للضغط على الجزائر للمشاركة في الحرب على مالي.