هكذا يتحول النحاس الجزائري الى رصاص في إسرائيل

    عائدات التهريب تُحوّل لشراء شقق فاخرة بالمغرب بـ500 مليون سنتيم

كشفت نتائج التحقيقات الجمركية المفتوحة حول تهريب بقايا النحاس الجزائري، عن وجود شبكة عابرة للحدود «جزائرو-مغربية» ربطت علاقات برجال أعمال إسرائيليين لتهريب بقايا النحاس وتحويل الأموال إلى المغرب، لشراء عقارات تتمثل في شقق ترقوية فاخرة تتكون من خمسة غرف بأسعار زهيدة لا تتعدى الـ500 مليون سنتيم. أفادت مصادر جمركية مسؤولة، بأن التحقيقات التي فتِحت مع عدة مهربين ألقِي القبض عليهم، قد أثبتت بأن هؤلاء قد تمكنوا من تشكيل شبكة وطنية للمهربين على علاقة مع مهربين من المغرب يتخذون الجهة الغربية للبلاد وبالتحديد ولاية تلمسان معبرا لهم لتهريب بقايا النحاس، جزء منها يستعمل في الصناعات التقليدية بالمغرب والجزء الكبير يتم تصديره إلى إسرائيل مقابل جني أموال طائلة. وحسب مراجع «النهار» دائما التي أشرفت على التحقيق، فإن المهربين الجزائريين يحوّلون بقايا النحاس إلى المغرب مقابل الحصول على المخدرات قبل تقاسم العائدات المحققة من تصدير البقايا هذه إلى إسرائيل عن طريق المغرب، والتي غالبا ما تستعمل في صناعة أغلفة الرصاص، وهي العائدات التي يستغلها الجزائريين في شراء عقارات في المغرب تتمثل في شقق ترقوية فاخرة تتكون من خمسة غرف بأسعار زهيدة لا تتعدى الـ500 مليون سنتيم. إلى ذلك، أفادت المصادر ذاتها، بأن فرقة الاستعلام الجمركي المستحدثة السنة الماضية من طرف المدير العام، محمد عبدو بودربالة، قد باشرت مهامها وقد وضعت العديد من المهربين تحت المراقبة عن بعد، بعدما بلغتها معلومات رسمية تؤكد في مجملها على أن هؤلاء قد تمكنوا من تشييد قصور تتوفر على مسابح عبر الشريط الحدودي، كما تمكنوا من اقتناء مركبات فاخرة.وقد تمكن أعوان الجمارك بولاية تلمسان، من حجز ما يزيد عن الـ300 طن من بقايا النحاس منذ بداية العام الجاري.وبعيدا عن بقايا النحاس، فقد سجلت المديرية الجمركية لولاية تلمسان استئناف عمليات تهريب الوقود إلى المغرب بعد ارتفاع أسعاره في هذا البلد وتضاعفت بثماني مرات، حيث وصل سعر اللتر الواحد–تضيف مراجعنا– إلى 170 دينار، في وقت يقدر فيه السعر في محطات البنزين بـ20 دينار.وعليه وأمام هذا الوضع، فقد كثّفت مديرية الجمارك من الحواجز المتنقلة بولاية تلمسان ومن مراكز المراقبة لإحباط كافة محاولات التهريب.