وزارة الفلاحة تنشر وباء الحمى القلاعية بدل محاصرته

عدم توفير وسائل العمل جعل نتائج عملية التلقيح عكسية وحوّل البياطرة إلى ناقلين للوباء
أكدت رئيسة النقابة الوطنية للبياطرة سعيدة عكالي، أن الإجراءات المتخذة من طرف وزارة الفلاحة للقضاء على فيروس الحمى القلاعية وسط رؤوس البقر والماشية، غير كافية وتفتقر إلى وسائل الوقاية التي من شأنها منع نقل العدوى إلى مواش وأبقار أخرى، حيث قالت إن الانتشار السريع للمرض سببه البياطرة أنفسهم، بسبب عدم اتباعهم الشروط الضرورية لمنع انتقال العدوى بين الحيوانات التي يتم تلقيحها.وقالت عكالي في اتصال بـ«النهار»، إن الوزارة لم توفّر الإمكانات الضرورية للبياطرة، مؤكدة افتقارهم إلى وسائل العمل وهو ما يتسبب في اتساع رقعة الإصابة من خلال نقل العدوى عبر ملابسهم، مشيرة إلى أن الوزارة تتهاون في القضاء على المرض وتتسبب في انتشاره أكثر من خلال عدم توفير إجراءات الوقاية .وأضافت رئيسة النقابة، أن محاربة الحمى القلاعية يتطلب إمكانات كبيرة ومستلزمات بيطرية من أجل الحد من انتشار الوباء والقضاء عليه، مشيرة إلى أن هذه الإمكانات تتمثل في ألبسة خاصة يتم حرقها مباشرة بعد الاحتكاك بالماشية المصابة لتفادي نقل العدوى إلى ماشية أخرى سليمة .وقالت ذات المتحدثة، إن الوزارة لن توفر هذه المستلزمات، مما يجعل عمل البياطرة عكسي، فبدل سيعيهم للقضاء على المرض يعملون على نقله إلى أكبر رقعة ممكنة وإصابة أكبر عدد من المواشي والأبقاء بهذا الوباء، الأمر الذي فسرت به الانتشار الواسع له، على الرغم من الإجراءات الردعية التي اتخذتها الجهة الوصية بالتنسيق مع مصالح الأمن. وقالت عكالي أيضا، إن المصالح المعنية لم توفر وسائل النقل الكافية للبياطرة المجندين من أجل القضاء على الحمى القلاعية، حيث أوضحت أن المفتشين يستعملون سيارات صغيرة لا تتسع للجميع، مما يحتم على البياطرة العاديين استعمال سياراتهم الخاصة أو التنقل سيرا لمعاينة هذه المواشي في المزارع، الأمر الذي يساعد على انتشار المرض والمغامرة بالثروة الحيوانية.ووصفت المتحدّثة الإجراءات المتخذة من طرف وزارة الفلاحة بالمجازفة، والتهور الذي قد يؤدي إلى عواقب وخيمة تضر بالثروة الحيوانية والاقتصاد الوطني، خاصة فيما يخص انعدام الإمكانات البيطرية وعدم تنظيم عمل لجان المراقبة والفحص المعينة من طرف الوزارة من أجل مجابهة المرض.