إعــــلانات

وقفة مع النفس

وقفة مع النفس

وداعا يا شهر القرآن، وداعا يا شهر الصيام والقيام، وداعا يا شهر الرحمات والبركات، وداعا يا شهر الجود والإحسان والخيرات.

وداعا يا شهر التوبة والغفران والعتق من النيران، وداعا يا شهر الاعتكاف والخلوات، يا شهر الانتصارات والغزوات الفاصلات.

أيها الزائر العزيز وأيها الضيف الكريم. لقد انقضى رمضان وانصرفت أيامه ولياليه، لقد ربح فيه الرابحون وخسر فيه الخاسرون.

فهنيئا لمن صامه وقامه إيمانا واحتسابا، ويا خيبة من ليس له من صومه إلا الجوع والعطش.

وليس له من قيامه إلا السهر والتعب، هنيئا للمقبولين، وجبر الله كسر المحرومين وخفف مصاب المغبونين.

خطب عمر بن عبد العزيز يوم عيد فطر فقال: أيها الناس: «إنكم صمتم لله ثلاثين يوما، وقمتم ثلاثين ليلة، وخرجتم اليوم تطلبون من الله أن يتقبل منكم، من علامات القبول للصيام والقيام أن يكون حال العبد بعد الصيام أفضل من حاله قبل رمضان».

فعلينا أن نودع رمضان بالآتي:

التوبة النصوح من جميع الذنوب والآثام، والعزم على أن يكون حالنا بعد رمضان أفضل من حالنا قبله.

فقد خاب وخسر من عرف ربه في رمضان وجهله في غيره من الشهور، فإنه عبد سوء.

يغلب على المرء الخوف والحذر من عدم قبول العمل، «إنما يتقبل الله من المتقين».

وكان بعض السلف يظهر عليه الحزن يوم عيد الفطر، فيقال له: إنه يوم فرح وسرور، فيقول: صدقتم.

ولكني عبد أمرني مولاي أن أعمل له عملا، فلا أدري أيقبله مني أم لا؟

أن نشكر الله عز وجل ونحمده أن بلغنا رمضان، ووفقنا فيه إلى الصيام والقيام، فقد حرم ذلك خلق كثير.

والشكر يكون باجتناب المحرمات وفعل القربات، ويكون باللسان وبالقلب.

أن نسأله سبحانه أن يبلغنا رمضان القادم وما بعده، أن تعاهد الله عز وجل على نصرة هذا الدين.

والسير عن سنة سيد المرسلين، والنصح للعامة والخاصة، مع مواصلة الجد والمثابرة على الطاعات والإكثار من القربات، فإن الحسنات يذهبن السيئات.

الإكثار من ذكر هادم اللذات، ومفرق الجماعات، وميتم البنين والبنات، وتذكر أن العمر سينقضي كما انقضى رمضان.

فالمغرور من غرته لذة الحياة الدنيا، والغافل عن آخرته المشتغل بدنياه.

جمال

رابط دائم : https://nhar.tv/td6Qi
إعــــلانات
إعــــلانات
AMA Computer