إعــــلانات

وقفة مع النفس

وقفة مع النفس

أنت الذي تخشى امتحان الدنيا، هل فكرت في امتحان الآخرة، امتحان الدنيا يخص فئة من الناس، أما الآخرة فيشمل جميع الخلق، امتحان الدنيا يشرف عليه البشر ويضعون أسئلته، أما الآخرة فيشرف عليه ويقومه رب البشر، في الدنيا الأسئلة مجهولة، أما الآخرة فمادة اختبارها حسنات وسيئات. في الدنيا الاختبار في قاعة مكيفة وبها كل ما يخدم الطالب ويحافظ على هدوء نفسيته، أما في الآخرة فالشمس تدنو من رؤوس الخلائق وهم حفاة عراة، الدنيا أسئلتها تحريرية، والآخرة مشافهة أمام جبار السموات والأرض ليس بيننا وبينه وسيط .

أسئلة الدنيا لنا خيار في أن نجيب عما نعرفه ونترك ما

لا نعرفه، أما الآخرة فالأسئلة تشمل «عمره فيما أفناه، وشبابه فيما أبلاه، وماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وماذا عمل فيما علم»، وجميعها سنجيب عنها من دون خيارات أو ترك.

هناك فرص تعوض في الدنيا من امتحان بديل، أو دور ثان أو سنة أخرى، أما في الآخرة فلا فرص وإنما نتيجة أبدية جنة أو نار، لا يعلم عن امتحان الدنيا إلا المقربون، أم الآخرة فتعلن نتيجتها على رؤس الخلائق

ينتهي امتحان الدنيا بالخروج من القاعة، أما الآخرة فأمامنا صراط، وكتاب يؤخذ بشمال أو يمين، وجنة مفتوحة الأبواب ـ بلغنا الله إياها ـ ونار تقاد بسبعين زماما مع كل زمام سبعون ألف ملك يقودونها، فيا من ترهبون امتحان الدنيا أين مساءلة النفوس ومحاسبتها للآخرة، وماذا أعددتم لذلك اليوم العظيم الذي يبدأ اختباره من لحظات الاحتضار، ثم سؤال الملكين ؟

فأعدوا للسؤال جوابا، وللحساب عملا، قبل أن يتذكر المفرطون ويندم المقصرون

رابط دائم : https://nhar.tv/JRPJI
إعــــلانات
إعــــلانات