وكأني سفاح الكل يتحاشاني ليأمن شري ويسلم من ضري

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد: إخواني القراء، يبدو أنني مريض أومجنون، لا أعرف تماما ما الذي دهاني، لأن ما أفعله لا يصدر أبدا عن السوي الذي يعرف كيف يدير شؤون وكأني سفاح الكل يتحاشاني ليأمن شري ويسلم من ضريالخاصة وتعاملاته، الحياة التي يعشقها الناس ويسعدون بها.
عندما تكون خالية من المشاكل والمنغصات أجدني أنفر منها، فأنا لا أشعر بطعم الراحة أبدا إن لم أعايش المشاكل التي أبحث عنها بضوء الشمعة إن غابت عن حياتي، أكون شاحب الوجه محبط العزيمة متشائما وكارها لوجودي، لكن هذه الأحوال سرعان ما تنقلب رأسا على عقب إذا اقترنت بشيء من المكدرات التي يستهويني الغوص في تفاصيلها، فإذا حدث وأخطأ معي أي كان ولو من غير قصد ومهما كانت العلاقة التي تربطني به، أقمت الدنيا، فلو حدث وأخبرني زميل أنني اليوم أفضل من البارحة حاسبته عن الأمس الذي جعله يراني على غير ما يرام، وإذا سألني أحدهم عن حالي بدا لي الأمر تدخلا في شؤوني الخاصة، مما جعلني محل نفور، لا أحد يدنو مني تحاشيا للمشاكل، وبالتالي لا أنعم بالسعادة، فالحياة لا تروق لي أبدا إذا كانت خالية من المشاكل والمنغصات، فهل يا ترى ما أعاني منه يمكنني من الاستمرار في الحياة وهل هذا طبع أم تطبع يمكنني القضاء عليه؟
محمود/ البويرة