«يجب احترام حرية المنقّبات كما تحترم حرية المتبرّجات»

بعد منع منقّبة من حضور درس بجامعة وهران.. مشايخ وأئمة يتحدثون إلى النهار:
حجيمي: «هذا الفعل من شأنه خلق الفتن وإذكاء النعرات»
جمعية العلماء المسلمين: «النقاب خطوة لجس نبض الجزائريين قبل الوصول لما هو أخطر»
هاجم مشايخ وأئمة الفعل الذي أقدم عليه أستاذ جامعي بجامعة وهران بطرده لطالبة منقبة من الدرس ومنعها من الدخول إلى القسم، واعتبروا ذلك مخالفا للأداب، كما أنه لا يتماشى وأحكام الشريعة والحريات الشخصية التي يكفلها القانون الجزائري، مطالبين السلطات بحماية حرية المعتقد لدى الجزائريات، سواء تعلق الأمر بالنقاب أو بغيره.
حجيمي: «النقاب ليس واجبا لدى جمهور العلماء لكنه حرية شخصية»
اعتبر رئيس نقابة الأئمة، جلول حجيمي، الفعل الذي أقدم عليه أستاذ بجامعة وهران بطرد طالبة من الدرس بغير الحضاري ولا يمت للآداب بصلة، مشيرا إلى أنه كانت هناك عدة طرق للتصرف مع هذا الموقف من دون الوصول إلى الطرد.
وقال حجيمي في اتصال مع «النهار» إن هذا الفعل من شأنه خلق الفتن وإذكاء النعرات التي يمكن تفاديها بعدم إعطاء هذا الأمر أكثر مما يستحق، حيث كان بإمكان هذا الأستاذ الحديث إلى هذه الطالبة وإقناعها أو إبلاغ الإدارة للتصرف بما تراه مناسبا، بعيدا عن مثل هذه التصرفات التي قد تؤلب الجامعة والطلبة ضده.
وحول رأي الشرع في ارتداء النقاب، أكد الشيخ بأن قول الجمهور هو عدم وجوب ارتداء النقاب، غير أن هذا لا يعني بأنه لنا الحق في منع ارتدائه، لأن ذلك يدخل ضمن الحريات العامة وحقوق الأفراد.
مشيرا إلى أنه راسل وزارة العمل قبل هذا لإعادة النظر في قرار منع النقاب لأنه سيكون وراء خلق عدة مشاكل في المجتمع. وأضاف حجيمي بأن لباس المسيحيات الملتزمات لا يختلف كثيرا عن لباس المسلمات.
ماعدا ارتداء المسيحيات للصليب، غير أنهن لم يتعرضن للمضايقات أو التضييق بشأن لباسهن مثلما نشاهده في بلادنا، وأن مثل هذه الأمور ينبغي أن يتم تجاوزها، سواء بخصوص الموظفين أو بدرجة أكبر على مستوى الجامعات والأماكن العمومية.
جمعية العلماء المسلمين: «النقاب خطوة لجس نبض الجزائريين قبل الوصول لما هو أخطر»
قال عضو المكتب الوطني لجمعية العلماء المسلمين، الشيخ قدور قرناش، إن أي جزائرية من حقها ارتداء النقاب من باب الحرية الشخصية ومن باب أنهن يتعبدن الله به لأنها قناعات شخصية بما أن هناك آراء مختلفة للعلماء في هذا الشأن، كما أن الحرية الشخصية يكفلها القانون الجزائري للأفراد.
وأضاف الشيخ بأن مثل هذه الحادثة تنبئ بالأخطر تجاه هوية المجتمع وأحكام الشرع عموما، معتبرا بأن كل من أثار قضية النقاب إنما يختبر المجتمع الجزائري في الثبات على الدين والتمسك به بغرض الانتقال إلى ما هو أخطر منه، على غرار الداعين إلى المساواة بين الرجل والمرأة في الميراث أو الدعوة لفتح نقاش حول ذلك.
وأشار الشيخ إلى أن جمعية العلماء المسلمين سبق لها الحديث عن قضية النقاب ولم تكن تعتقد أن تصل إلى هذا الحد، حيث أثارت الجمعية هذه النقطة واعتقدت بأن الأمر قد طوي، خاصة بعدما راسلت مديرية الوظيف العمومي الوزير الأول بخصوص مسألة الهندام ولم تتطرق فيه إلى منع النقاب.
الشيخ علي عية: «احترموا حرية المنقبة كما احترمتم حرية المتبرجات»
أكد الشيخ علي عية بأن آراء العلماء اختلفت في وجوب النقاب من عدمه، لهذا لا يحق إجبار أي امرأة على نزع نقابها، لأن ذلك ليس من الدين، وكما أننا لا نفرض على غير المحجبة ارتداء الحجاب من باب الحرية الشخصية، فمن باب أولى عدم إلزام المنقبة بنزع نقابها، لأن هذا الأخير قال بوجوبه عدد كبير من العلماء بناء على حجج وأدلة كثيرة.
وقال الشيخ عية في اتصال مع «النهار»، أمس، إن إلزام الطالبة بالخروج من القسم أو نزع نقابها، هو تعدٍ على الحرية الشخصية لهذه الطالبة ولابد من الاعتذار منها ومعاقبة هذا الأستاذ، لأن هذا الفعل غير منطقي وحتى الوظيف العمومي في تعليمته تحدث عن الموظفات فقط.
وأضاف الشيخ بأن النقاب هو زيادة في العفاف وحفظ النفس للنساء، كما أنه حرية معتقد وأخذ بقول رأي من آراء العلماء، ولا ينبغي التعدي على المعتقدات الدينية، داعيا السلطات إلى التدخل ووقف مثل هذه الاستفزازات التي اعتبرها تعدٍيا على حقوق الآخرين، وإذا اعتبرنا رفض المرأة للحجاب رغم أنه واجب شرعا حرية شخصية، فإن النقاب حرية شخصية وفوق هذا حرية اعتقاد شرعي.