يكذب عليّ ويستغفلني… أعلم جيدا أن زوجي لا يحبني

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، سيدتي من الصعب أن تعيش الواحدة منا إلى جانب رجل، هي متيقنة أشد اليقين بأن ما يربطها به هو علاقة فراش وحقوق هي مرغمة على منحها له حتى لا تعتبر ناشزا، كما أنها مطالبة بطاعته والولاء له أحسن الولاء أمام أهله وأهلها، حتى لا تخيّب ظن أوليائها فيها، وحتى لا يحس أهله بأن هذه الزوجة الصامتة المسكينة لم تستطع منحه السعادة وهو الرجل الذي مهما كانت فيه عيوب، فإن المجتمع لا يرى عيوبه.هذه هي بالمختصر المفيد حياتي سيدتي، حيث إنني لا أخفي عليك بأنني تزوجت عن غير قناعة مع رجل لم أكن أحمل في فؤادي شيئا من المشاعر تجاهه، إلا أنني اقتنعت بأنه لا هروب من الواقع مادام أهلي قد قبلوا بالتخلص مني مادام هذا الصهر قادرا على دفع مهر أثلج صدورهم.في البدء كانت أيامي تسير على وتيرة جيدة، فزوجي لم يكن يبخل علي بالمجاملات والإطراء، فألفت فيه هذه الأمور التي لم أكن لأعرفها من أحد غيره نظرا لانعدام خبرتي في المجال العاطفي، وقد عرفت القليل من السعادة مما دفعني لتقبل الأمر.إلا أنه وبمرور الأيام سيدتي اكتشفت ما لم أكن أتوقعه، فبالرغم من انعدام خبرتي في المجال العاطفي إلا أن إحساسي بأنّني لست من يسكن قلب زوجي كان أكيدا، فهو على علاقة بامرأة أخرى غيري ولولا خوفه من أن يحرمه أهله من الميراث، لكان طلقني أو على الأقل كان سيتزوج عليّ.الأدهى من كل هذا سيدتي.. أنّ الحلم الجميل الذي كنت أعيشه من خلال كلمات ومجاملات زوجي الذي بدأت أحبه شيئا فشيئا، بدأ يتلاشى؛ فقد بدا جليّا أن تصرّفاته تلك لم تكن إلا لكسبي واستغفالي أمام نيّتي الصادقة التي كانت بالنسبة له سذاجة وغباء، حيث إن هدفه كان شراء سكوتي مقابل بعض الكلمات حتى أبتلع تصرّفاته وأمنحه حريته ليتصرّف على النحو الذي يريده.هل يجوز سيدتي أن أعيش حياتي إلى جانب رجل يتصرّف معي على هذا النحو، وهل يعقل أن أبقى مسلوبة الأحاسيس مقهورة في أجمل المشاعر التي ليس لي من أحد غير زوجي من يمنحها لي؟، أنا على حافة الانهيار سيدتي؛ فهلاّ رفعت من معنوياتي؟!.
المعذبة من الوسط.
الرّد:
حقا أختاه.. ليس هناك ما هو أصعب من أن تعيش المرأة إلى جانب رجل لا يقدّر وجودها إلى جانبه، ولعلّ الأصعب أن تحسّ بأنها تشحت منه حقها في المشاعر والحب والحنان، على الرغم من أن هذا الأمر لا يعدو أن يكون حقا من حقوقها. ولا يختلف اثنان أن الخيانة الزوجية لهي أشدّ وقعا على قلب المرأة من أي شيء آخر، حيث إنها تحسّ بتمزّق خيوط الأحلام الجميلة التي طالما حاكتها بقلب مفعم بالأمل؛ لتجدها تتبخّر وكأنها كانت خيوط عنكبوت رفيعة مزّقها الزوج بغطرسته وجبروته وكأنها ليست نصفه الثاني.مشكلتك أختاه.. أشبه بقصة مؤثرة تهفو إليها القلوب وتتأثر لها الأنفس، إلا أني لا أوافقك الرأي بأن تبقي على هذا الحال من التسليم بالأمر الواقع والرضوخ له، لأنه عليك التحرّك والتفكير من أجل إنقاذ زواجك والظفر بقلب زوجك إلى الأبد.في البدء عليك أن تفكّري في غريمتك التي ولأجلها باع زوجك كل جميل منحته له من الطاعة والولاء وحتى السكوت والتغاضي عن أعظم مشكل يمكنه أن يمسّ قلب أية زوجة فوق وجه الأرض، تأكدي من أنها لن تحمل من المميزات الشيء الكثير، ومن هذا المنطلق أنصحك بالانتفاض على روتينك والتغيير في حياتك بدءا من شكلك انتهاءً بكل طرقك في التعامل مع هذا الزوج الذي أظنه يمقت خجلك ووجلك ويبحث فيك عن قنبلة من العواطف والحرية في التعبير.فما من زوج إلا ويبحث عن امرأة تتّقد حبّا وعاطفة، امرأة تأسره بسذاجتها أحيانا وبمكر الأنثى، فتجعله لا يفكّر في أية امرأة سواها، فكوني من هذا النوع وفكّري في حياتك إلى جانب رجل لو لم يجدك مستكينة لما هرب منك نحو أخرى بحثا عن ضالة أنت الوحيدة الأجدر بمنحها له.تعلّمي أختاه أن تحافظي على بيتك، فحياتك لم تكن مستقرة كما ذكرت، كما أن العودة إلى بيت ذويك لن يجديك نفعا، لأنك مسؤولة عن الوصول بحياتك إلى برّ الأمان، ولتعلمي أنه متى كنت طائشة مستسلمة، كلما دفعت بزوجك إلى الانغماس أكثر في أمور قد لا يحمد عقباها؛ كأن تدفعيه دفعا إلى الزواج من عشيقته.الحل بين يديك أختاه، فجاهدي في سبيل إخراج زوجك من هذه الحالة حتى لا تندمي ندما كبيرا، وكان الله في عونك أختاه.