إعــــلانات

أحلامنا مدن ذكية.. تكفل لنا الاستقرار والحياة الهنيئة

أحلامنا مدن ذكية.. تكفل لنا الاستقرار والحياة الهنيئة

بعض الدول ممن توصف بالنمور استطاعت أن تحقق معالم مدن ذكية، والسر في ذلك أنها مدن أعادت ربط تقنيات الاتصال الحديثة والدقيقة ببُناها التحتية، وجعلت الإنسان أكثر راحة وطمأنينة يوم أوكلت أغلب الخدمات الشاقة للإنسان الآلي، لتصير جل الخدمات تحت سلطة التقنيات الرقمية والتواصل بين المدن الكبرى والأرياف.

والسؤال المطروح: كيف استطاعت هذه النماذج من الدول أن ترقى إلى مستوى المدن الذكية؟ هل ببناء مدن موازية، أم بقلب المدن القديمة رأسا على عقب وإعادة رسكلتها من جديد، كما يحلو للبعض الاعتقاد؟ والحقيقة الناصعة هي أن جلها ــ وكما أشرنا آنفا ــ تم ربطه بشبكات الاتصال الحديثة، أي جعل كل شيء يتحرك تحت سلطة الكاميرات المكشوفة، وكل ذلك وجد ضالته؛ لأن هذه المدن تحوز على تهيئة نموذجية تمّ رسم مخططاتها فيما مضى بدقة متناهية، وجعلها أكثر صلابة وأطول عمرا كما يقال.

عكس ما بقينا نشاهده عندنا يوم ظلت الاختلالات تلازم هذه القواعد، وتعيد في كل مرة الحديث عن إصلاحات ترقيعية، الهدف منها هو ديمومة النشاط العام والحركية المرورية خاصة ليس إلا.

ومؤخرا أصبحنا نسمع بأن عددا من المشرفين على مدن كبرى في الجزائر يطمحون طموحات مستقبلية بعيدة المدى، بل يقدمون خطابات متكررة عن إلزامية إنجاح هذه التطبيقات داخل المدن التي يشرفون عليها.

لكن ما ظل يعيق هذا النوع من الطموحات المشروعة هو البنية التحتية وما فوقها، أي مشاكل المظهر العام، كحجم النفايات والأوساخ، زيادة على طبيعة ونوعية شبكات الطرق التي سرعان ما تتخللها أعطاب وتكشف عنها كميات الأمطار المتساقطة.

وبالتالي فإن العملية الأولى باتت شبه مستحيلة، أي أن الأمر يتعلق بالخطوات الأولى ومحاولة إرساء بنى تحتية قوية ومنظمة إلى حد الدقة، ومن هنا تصعب العملية ويعجز الحلم في أن يضع موطأ قدمه الأولى.

وإلى هنا يتبخر هذا النوع من الأحلام، لا لشيء سوى لغياب قاعدة متينة وصلبة يمكن الاعتماد عليها في وضع الحجر الأساس ومن ثمة الانطلاق، وهل هؤلاء المشرفون يملكون من الإمكانات الضخمة لأجل البدء والتخطيط، أكيد أن الأمر بات شبه مستحيل في الوقت الذي يلزم أموال لا تعد ولا تحصى من دون الحديث عن نوعية الطبيعة البشرية للأشخاص، الذين بإمكانهم تقبل هذا النوع من الخدمات والتكيّف السريع معها.

هكذا نقول ونحن على يقين بأننا مازلنا بعيدين عن صناعة مثل هذه النماذج الحديثة والعصرية، والتي أثبتت فعلا نجاعتها، تلازما ومعانقة لآخر ما توصلت إليه التكنولوجيا والاكتشافات التقنية، الأكثر سرعة ودقة وضبطا.

وعليه فإن نسخ التجارب يتطلب نسخ أنماط بشرية أولا، وهي التي عجزت عن توفير تهيئة منظمة ومضبوطة داخل المدن على أقل تقدير، وإن حدث وأن أصرّت وعقدت العزم هذه الجهات، على فرض أنظمة المدن الذكية، عليها التضحية بعدة أشياء، وهذا يلزمه مال وخبراء وزمن.

رابط دائم : https://nhar.tv/3Rn8a
إعــــلانات
إعــــلانات