إعــــلانات

أمهلني بعض الوقت.. فالسرطان أسرع يا زوجي !

أمهلني بعض الوقت.. فالسرطان أسرع يا زوجي !

بقلب مروّع ومفجوع وبعين تبكي بدل الدموع دمّا، أبعث بهذه الرسالة إلى زوجي بعدما سقط عنه القناع، وظهر على حقيقته، فأقول له..

أعرف جيدا أن أيامي معدودات، وأدرك تمام الإدراك بأن السرطان نخر جسدي، ولم يبقَ بقدر الذي فات، وعندما يأذن الله، سأرحل إليه راضية مرضية، لأن نفسي مطمئنة، كما أعلم أنك شديد الإدراك بهذا الوضع، وبالرغم من ذلك، لم تحسن إليّ!، انتظر حتى أسلّم روحي لبارئها وأغيب عن الوجود لكي تبحث عن امرأة أخرى.

صحيح أن لديك الحق كي تستمر، ولن تتوقف حياتك لأي سبب من الأسباب، ولكن.. يا شريك حياتي، يا من بعت الدنيا من أجله، ألا تستطيع الصبر قليلا؟!، أمهلني قليلا وامنحني شيئا من السعادة، فقد يساهم هذا في راحتي، فيبدو أنك تفعل العكس حتى تعجّل بقضائي!.

عيب عليك يا من أخلصت لك وجعلتك سندي، أن تقضي ليالٍي حمراء مع نساء «الفايسبوك» وأنا أتلوى من شدة الألم.. إنه السرطان ومهما بلغت درجت صعوبته وشراسته، فإنه أرحم بكثير مما تفعله بي يا زوجي.

عن قريب لن يبقى لوجودي إلا الذكرى، وحتى هذه الأخيرة لن تخلد، فأعرف أن مدة صلاحيتي قد انتهت، فما شأنك بامرأة هزل جسدها وتساقط شعرها، وصار بياض جلدها سوادا وبهاء ملامحها قبحا.

ماذا تفعل بامرأة محكوم عليها بالموت؟، أعرف أنني لم أعد أعجبك ولم تعد حتى تستطيع النظر إلي، وبالرغم من ذلك، لا يزال قلبي حيّا ينبض بالمشاعر والأحاسيس أكثر من أي وقت مضى، رغبة في التشبث بالحياة.

إنني على موعد مع الوداع الأبدي، لكن قد يتغيّر مصيري بلمسة حانية وكلمة رقيقة منك، وكن على أتم اليقين أنني لا أسألك الرحمة، لأنني أمة لربّ رحيم، قال وقوله الحق:{وتلك الأيام نداولها بين الناس}.

رابط دائم : https://nhar.tv/7Qc9l
إعــــلانات
إعــــلانات