إعــــلانات

اصبروا عليهم

بقلم عيسى
اصبروا عليهم

تعلم أولادكم المهارات لا يتم في دقائق معدودات

القراءة ضرورية لكل إنسان، لأنها تساعده للتحصل على أفكار ومعلومات جديدة وحديثة بطريقة مجانية، وهي ضرورية أيضا لتأمين حياة سعيدة ناجحة ومنتجة، والقراءة من أهم المهارات الأساسية التي يجب أن يتعلمها الطفل، وتعدّ خطوته الأولى نحو التعليم، وتتطور هذه المهارة كالمهارات الأخرى، عن طريق التدريب الطويل والمستمر.

إن تعليم القراءة للطفل مثل تعليمه الكلام، لكن هناك فرقا كبيرا بينهما، فتعليم الكلام لا يتطلب إلا تواصلا دائما مع الطفل عبر الكلام، في حين أن تعليم القراءة يحتاج إلى تخصيص وقت تمضيه الأم يوميا مع الطفل، إلى أن يتقن هذه المهارة.

والطفل القارئ الممتاز، هو طفل واثق من نفسه وجريء، يحترم نفسه إلى حد بعيد، قادر بكل سهولة على الانتقال من ضرورة تعلم القراءة إلى ضرورة القراءة للتعلم.

يتعلم الطفل القراءة عن طريق التشجيع، وفي إمكان أهل طفل مساعدته ليصبح قارئا جيدا، ولكن، يجب عدم إجباره على القراءة، لأن الإجبار يؤدي إلى كره الطفل القراءة، واعتبارها مهمة روتينية شاقة وبغيضة.

تبدأ عملية تشجيع الطفل في سنّ مبكرة بقراءة قصة ممتعة للطفل ليلا قبل النوم، وهي بمثابة الخطوة الأولى ليتعلم الطفل القراءة ويستمتع بها، فالطفل يظهر منذ لحظة ولادته إلى أن يصبح في سن الخامسة، فضولا قويا للتعرف على كل شيء وأي شيء، وهذا يعدّ فرصة جيدة لتعريفه إلى الكتب، والقراءة ليلا للطفل تخلق روابط قوية بين الأم والطفل، وتساعد على تخليصهما من الشعور بالإجهاد وتمكنه من النوم.

وسبب آخر لوجوب البدء في تعليم الطفل القراءة في سن مبكرة، هو أن الطفل في هذه السن يكون تواقا للتحصل على اهتمام الآخرين والتأثير على مشاعرهم، لذا، على الأم انتهاز الفرصة وإبداء الاهتمام بطفلها عن طريق تمضية بعض الوقت معه في قراءة قصص قصيرة له، فهي بذلك تساعد على تحفيز فضوله الفكري الذي يشبه الإسفنجة بقدرتها على الامتصاص.

في العادة يظهر الأطفال رغبة في تعلّم القراءة في سن الخامسة أو السادسة، ولكن على الأم أن تغرس حب القراءة عند طفلها في سن مبكرة، ويمكنها أن تبدأ بقراءة قصص قصيرة مشوّقة تقوم بتمثيل دور شخصية من شخصياتها بتغيير نبرة صوتها أثناء القراءة بما يتناسب مع الشخصية، فهذا يساعد الطفل على الاستمتاع بهذه التجربة الممتعة، وعلى تطوير لغته ومهارته على التواصل.

من المهم ألّا يغيب عن ذهن الأم، أنه من الضروري أن تكون تجربة القراءة ممتعة للطفل، وعليها أن تتبع برنامجا يوميا للقراءة لطفلها، فلا شيئا يشجّع الطفل على حب القراءة واعتماد الكتاب رفيقا دائما له إلا القراءة له، خاصة بصوت عالٍ.

على الأم أن تتأكد من استعداد طفلها للقراءة، فإذا أظهر الطفل اهتماما في تعلم الحروف وتصفح الكتب أو المجلات، فقد يدلّ ذلك على استعداده للبدء في تعلّم القراءة. إن تعلم القراءة لا يتم بين ليلة وضحاها، وإذا حاولت الأم تعليم طفلها قبل الأوان بسرعة، فسينتهي بها الأمر هي وطفلها إلى الإحباط.

وإذا لم يبدِ الطفل رغبة في تعلم الأحرف، فعليها الانتظار مدة شهر أو شهرين، ثم تعود وتحاول مرة أخرى، فبعض الأطفال يظهرون رغبة في تعلّم الأحرف في سن مبكرة، بينما لا يبدي آخرون رغبتهم إلا في سن الرابعة أو الخامسة، وعلى الأم أن تتبع رغبة طفلها قبل أن تتخذ قرارها في تعليمه القراءة.

رابط دائم : https://nhar.tv/8DrHA
إعــــلانات
إعــــلانات