إعــــلانات

اعتمدوا على الكتاب ففيه عين الصواب

اعتمدوا على الكتاب ففيه عين الصواب

كلامي هذا موجّه بالأخص لمن هم يزعمون بأنهم متأثرون حتى النخاع بداروين، غير مهتمين بإعلان دينهم، فقط السؤال: هل كان يعلم داروين ما كان موجودا في القرآن؟ وهل قرأه وأخضع نظريته له؟ لأن حقيقة الإنسان موجودة في كتابنا العزيز.

حيث يبين لنا القرآن الكريم كيف أن الله سبحانه خلق الإنسان في أحسن تقويم، أي في أحسن صورة وأعدل خلق، وهو ما يؤكد أن آدم هو فعلا أبو البشرية ولا أحد قبله، خاصة قوله جل وعلا: {ألم نجعل له عينين ولسانا وشفتين وهديناه النجدين}.

وفي آية أخرى: {يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم}، {ولقد كرمنا بني آدم وحملناه في البر والبحر}، ولو تأملنا المغزى من هذه الآية لوصلنا إلى أن الله خلق الإنسان وفضله عن باقي الكائنات، حيث وحده الذي قامته مرتفعة عكس كل الدواب والحيوانات التي تمشي منبطحة على الأرض، ووحده من يستطيع السفر والتأمل والتنقل في البحار والبراري والتساؤل والابتكار.

وصراحة توجد كثير من الأدلة القرآنية أن الإنسان خُلق من طين ونُفخت فيه الروح، عجب العجاب ـ كما قلنا آنفا ـ كيف لبعض الأساتذة والطلبة الكرام أن يذهب بهم الخيال ليقولوا لنا إن الأدلة على أن أصل الإنسان كان قردا هو العثور على ست جماجم وبعد فحصها بالليزر وقياس طولها وعرضها تبين أنها قبل ملايين السنين كانت لقردة، وهل يا ترى هذا دليل كاف؟ الجميع يعلم أن القردة خلقت كذلك منذ ملايين أو حتى ملايير السنين.

لأنه ولا أحد اليوم استطاع أن يقيس عمر الأرض أو يعرف متى بُعث آدم، أو متى خلق الله السموات والأرض، عالم جزائري آخر مهتم يقول لنا إنه ولو بالتكهن أن العلم بتقدمه التكنولوجي استطاع أن يعرف كل الحقائق التي سألها العقل البشري وبه عجز عن إيجاد حقائق ملموسة لها، وكم كانت دهشتي وأنا أستمع إليه وهو يقول إن العلم استطاع أن يكتشف ملايير الكواكب الشبيهة بالأرض.

وأن هناك أكوانا أخرى خلافا للكون الذي نعيش به، ولزم علينا أن نعرف ما الذي يحدث بها، فلربما هناك بشر يعيشون في تلك الأكوان، ولا بد أن نصل إليهم ونعرف كيف هم يعيشون وهم شركاؤنا في هذه الحياة.

القرآن الكريم أجاب عن كل هذه الأسئلة، ولسنا ندري لماذا لصاحبنا أن يذهب به هذا المذهب لطرح أسئلة ما وراء الميتافيزقا، بل هي في الأصل من صلب المفكّرين الغربيين والأصح اللادينيين، أي ممن لا يريدون إقحام الدين في أية مسألة.

ناهيك عن أن علماء عرب قدماء طرحوا نفس الأسئلة، ولكن باستحياء.. ولم يشرّعوا لها أو اعتبروها أساس العلم والبحث، كما يريد أن يقول عشاق داروين هؤلاء.. وإنما هي مجرد نزعات وشطحات فلسفية، ليس من الضروري تخصيص معاهد لها وجعلها أسئلة العلم والعصر.

نعم إن الله سبحانه دعا البشرية للتأمل والتدبّر، ولكن في المقابل هناك إجابات مقنعة تم تأكيدها في كثير من الآيات، ـ من تكوين الجنين إلى الموت ـ فما الحاجة يا ترى لإعادة إنتاجها وخلعها من حقائقها، وطرح أسئلة من باب أن يبقى السؤال الفلسفي حيا

رابط دائم : https://nhar.tv/DN6og
إعــــلانات
إعــــلانات