إعــــلانات

 الإصلاح الحقيقي أن تزرع جينات حيّة في قطاع الصحة

 الإصلاح الحقيقي أن تزرع جينات حيّة في قطاع الصحة

لا يزال المواطن يهرع ويستنجد بالعيادات الخاصة نظير عدم وجود أي بوادر تحسن أو قفزات نوعية داخل القطاع الصحي العمومي، حيث ازداد بشكل رهيب تفاقم ظهور العديد من الأمراض، التي سبق وأن تمت محاربتها والقضاء عليها سنينا للوراء، بل كان علاجها يتم بشكل دوري وسنوي، آخرها داء «الحصبة» و«السل» والقمل و«الجرب»؛ فهناك بالاختصار المفيد، عجز واضح في المردودية مقابل الأوضاع الكارثية والمزرية التي باتت تطلع على مسامع القاصي والداني وتتصدر بواطن الصحف.

فإن كانت أموال ضخمة مثل هذه قد صرفـت، وهي تكفي كي تكون ميزانيات لبعض الدول الإفريقية، فلم تشفع من أجل أن تؤتي أكلها، فما هي أفضل الطرق وأنجعها للوصول إلى المراد المنشود، أو بالأحرى ما هي الآليات الأنسب لتحقيق الأهداف المنشودة؟ هل الخطط لم تكن مُحكمة، أم هناك عراقيل وعوائق حالت دون ذلك، وهي التي وقفت الند للند لمشاريع وتقارير الإصلاح، مع ظروف الاستقبال السيئة والعناية الطبية غير المركزة والمنظمة ونقص الأدوية والتلاعب في التحاليل والأشعة وعودة الأمراض الوبائية، وجلها لا يزال لها وقعٌ ونشاط داخل أغلب المستشفيات؟!

ويلاحظ أيضا الترويج للقطاع الخاص من بعض العاملين في القطاع العام، وتفشي ظاهرة غالبا ما تصادفها في قطاعات أخرى، كالمحسوبية والبيروقراطية، وهي ما تُغيّب الجوانب الإنسانية التي هي شرط هام، خاصة في هذا المضمار.

وعليه فإن الخلاصة التي نخرج بها هنا بعد تداول ثمانية وزراء على هذا القطاع، هي أنه لو صُرفت مبالغ خيالية أكبر مما صُرف، فحتما سيظل ذات القطاع يتخبط في نفس المشاكل، لا لشيء إلا لارتباطها المباشر بالمورد البشري أو قل الإنسان كقيمة أساسية ومضافة.

يمكنها أن تلعب دور المنقذ الآمن؛ لأن اللامبالاة وغياب الكثير من الخدمات الإنسانية وعدم التخلص من الذهنيات البالية لدى كثير من المستخدمين، مردها ومصدرها هذا الأخير الذي بإمكانه الحفاظ على ديمومة ونجاح أي قطاع كان؛ ففي ظل غيابها تغيب أهم الركائز الأساسية إزاء الخدمات الضبطية.

ويظل السؤال الجوهري، هو كيفية إصلاح الذهنيات؟ وما هي الأسباب التاريخية التي أفضت وأدت إلى مثل هذه الحال؟ وكيف أمسى وأصبح العامل الجزائري متمرسا على مثل هذه الصفات، التي تؤدي دائما إلى نتائج سلبية؟، حيث لا تنفع لا توصيات ولا تقارير ولا تعليمات ولا أموال أو مشاريع، إنما القناعات التي كان بمكان أن تُزرع كالخلايا الجديدة في جينات الفرد، ليتعلم كيف يؤدي عمله بشرف ويصون مهنته المقدسة، ويؤديها كما تتطلب سنن الحياة والمواثيق والأدبيات المتعارف عليها، وإلا فنحن بصدد مواجهة أوبئة أكثر فتكا وخسائر للمال العام.

رابط دائم : https://nhar.tv/KxEG9
إعــــلانات
إعــــلانات