إعــــلانات

البطالة ليست قدرا محتوما.. إنما هي مرحلة وتزول

البطالة ليست قدرا محتوما.. إنما هي مرحلة وتزول

يكثر الحديث بين الأوساط الشبابية عن معضلة البِطالة، فهم يرونها من بين أعسر العقبات التي تركن وسط الطريق، خاصة إذا كانوا من حملة الشهادات والمؤهلات الجاهزة، ويبدو الأمر نفسه بالنسبة لعديمي المؤهلات، أي من أولئك الأفراد الذين أخفقوا دراسيا والمحسوبين على الأسر ضعيفة الدخل.

غير أن لوجود هذه الآفة وحضورها عدة مسببات، أولها أنها متعلقة بمستوى العرض والطلب، ولها صلات مباشرة باقتصاديات الدول وحركية رؤوس الأموال، وتشتكي الغالبية العظمى من ذهنية المحسوبية ـ

أي المعريفة شعبيا ـ والتي هي تحصيل حاصل، لا تتخبط فيها الجزائر فقط، بل حتى في الدول المتقدمة كأوروبا وأمريكا اللاتينية، ناهيك عن الدول المصنفة ضمن العالم ثالث، وذلك نظير عدة معطيات وتوازنات يمكن اختصارها في عرض الحال.

لأنه بالعكس، فالشركات والمؤسسة من المفروض أن تسارع لاستقدام اليد العاملة، والموارد البشرية على مختلف مشاربها، لأن في ذلك مصلحة ملحة تعود عليها بالنفع ومن دونها لا يمكن أن تسيّر أمورها.

لكن العائق الذي يقف قبالتها ويعتبر كالبعبع المخيف، هو النمو الديمغرافي الرهيب والذي أثقل كاهل هذه المنطقة أو تلك، ويمكن تطبيق ذلك على دولة سائرة في طريق النمو كالجزائر.

في أزمنة مضت لم يكن عدد البطالين بهذه الأرقام المفزعة، لكن مع تسارع وتيرة التدفق البشري، صارت فرص العمل من العملات النادرة، وبالمقابل تفشت عدة مشاكل أخرى يصعب حلها من طرف الوصاية، بل لها علاقة مباشرة بالنمو الاقتصادي وحركية المؤسسات التي أضحت تقبل بذاك وذا من أصحاب المستويات التعليمية، وعدد الحاصلين على شهادات والمتخرجين بتخصصات ما.

إذن فخاتمة القول إن البطالة ظاهرة واقعية جدا وعابرة، لها صلة مباشرة بواقع العصر، وتلك المرحلة مع التسليم بكل المعطيات، لأن ضحاياها سرعانما يجدون مبتغاهم مع مرور الزمن، ولا يمكن البتة أن يظل المرء طوال حياته بطالا.

فقط وجب على شبابنا الميامين أن يلموا بهذه الحيثيات ويعتبرونها التفسير الأكثر قربا للواقعية، بدلا من ندب الحظ والبكاء على المصائب حتى وإن طال أمدها، وجب فقط ربطها بالمناحي الحياتية وقراءتها من كل الجوانب والجهات.

لأن هذه الأمم التي هي اليوم في مصاف المتقدمة، مرت كذلك بنفس المراحل، حتى لا نقول العوائق والأزمات، وتخلصت منها بفضل سياساتها الحكيمة الراشدة وضعها حيز التنفيذ أو قل تجسيدها بكافة الآليات، وهذا هو الفرق بيننا وبينهم، أي أننا بقينا نرددها ونرفعها كشعارات ليس إلا، وهم سارعوا إلى تفعيلها، وشتان بين القول والفعل.

رابط دائم : https://nhar.tv/Z331E
إعــــلانات
إعــــلانات