إعــــلانات

القصة الكاملة لـ«الوردي» صاحب 7 أرواح ونجاته من طوفان تبسة

القصة الكاملة لـ«الوردي» صاحب 7 أرواح ونجاته من طوفان تبسة

ظهر في لقطات فيديو شاهدها أكثر من 200 ألف شخص خلال 24 ساعة عبر «الفايسبوك»

«السيول جرفتني بقوة لمسافة طويلة وعشت رعبا حقيقيا»

شكّل مشهد صادم لأحد المواطنين الذين جرفته مياه الفيضانات التي اجتاحت مدينة تبسة رفقة مركبته من نوع «إبيزا» قبل أن ينجو بأعجوبة، مادة دسمة لرواد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث وصل عدد المشاهدات إلى أكثر من مئتي ألف مشاهدة، في ظرف 24 ساعة، وهو ما خلق الاستغراب والدهشة والتساؤل عن كيفية نجاته، رغم تعرضه للجرف بسبب تدفقات مائية هائلة مختلطة بالتربة ومختلف البقايا التي كانت داخل وادي الناقص.

«النهار» تمكنت من الوصول إلى صاحب الفيديو الذي بقي 48 ساعة تحت الرقابة الطبية المركزة بالمؤسسة العمومية الاستشفائية عالية صالح، حيث يتعلق الأمر بـالمسمى «الوردي حلفاية»، وهو موظف يقارب سنه العقد الرابع من سكان حي ذراع الإمام ومتزوج وله عدة أبناء.

حيث استقبلنا في منزله بكل حفاوة، رغم أنه لا يزال تحت الصدمة لحد الساعة، أين وجدنا بعض الأقارب والجيران يقومون بزيارته من أجل الاطمئنان على صحته.

وبعد أن حمدنا الله على سلامته ونجاته التي تعتبر أعجوبة بالنظر لحجم الخطر الذي داهمه، بدأ في سرد قصته التي فضل أن يبدأها بهذه العبارة: «لقد كتب لي عمر جديد أحمد الله على نعمته»، وسرد التفاصيل المرعبة التي عاشها.

حيث كشف أنه خرج مع بداية التساقط الذي رأى أنه تساقط عادي، إلا أنه رأى أن كمية الأمطار كبيرة والمياه التي تأتي من أعلى الشارع قوية، ففكر في وضع قطعة آجر وراء عجلة مركبته الجديدة من أجل ضمان عدم رجوعها، إلا أنه في لحظات انزلقت رجله بإحدى درجات العتبة التي تتقدم مدخل بيته ليقع في الطريق الذي كانت تشهد طوفانا جارفا إثر انفجار الوادي.

ومع محاولته الصعود أدركته المياه القوية التي تجاوزت المتر، ورغم محاولته المقاومة إلا أنها كانت أقوى منه وجرفته وبدأت تجرجره وتأخذه معها ليجد نفسه يسبح من دون جدوى.

مصرحا: «كنت أرى نفسي تتهاوى وساعتي قد حانت إلا أنني بقيت أحاول من دون أن أستطيع بفعل القوة الجارفة للمياه والتربة والنفايات الصلبة فبدأت مباشرة في ذكر الله والتشهد».

ليقاطعه في تلك الأثناء الحضور ويسردوا أمرا لم يكن يعلم هو به، والمتعلق بابنه «آدم» الذي يقارب سنه العقد الثاني، حيث قام الشاب برمي نفسه في المياه على أمل جذب والده الذي كان قد تدحرج مسافة طويلة، إلا أن الجيران أدركوه وقاموا بسحبه رغم صرخاته «أتركوني أجلب أبي».

ليواصل «الوردي»، حكايته وهو متأثر بما حدث له وما شعر به من خوف ورعب وهلع، مضيفا بأنه بقي كالقشة التي تتقاذفها الأمواج وهو يصرخ من دون أن يتحكم في زمام أموره، وبعد جرفه لمسافة كبيرة بدأ يشعر بشيء من الثقل في الأسفل وهو ما عرفه بعد ذلك، حيث كان في آخر الشارع منزل فيه حافة وبجانبها شاحنة من الحصى، حيث عمل على شل عملية جرفه من طرف المياه.

وأخيرا تمكن من البقاء في تلك الزاوية ورجله فوق الحصى رغم استمرار تدفق المياه بقوة، ليسارع أهل المنزل إلى السطح وقاموا بكسر الحائط العلوي وأنزلوا له سلما استطاع بعد جهد الكبير أن يصعده، وبمجرد وصوله إلى السطح وجذبه من طرف أفراد العائلة التي ساهمت في نجاته وقع مغشيا عليه، وسط الصدمة والهلع والجهد البدني الكبير الذي بدأه، وكذا المياه القذرة والتربة التي شربها واستقرت في بطنه.

ليتم على الفور نقله من الجهة الأخرى للمنزل إلى مصلحة الاستعجالات، أين قدمت له الإسعافات الطبية الأولية وتمت عملية إنقاذه بنجاح، قبل أن يقرر الفريق الطبي تحويله إلى جناح المرضى المقيمين ووضعه تحت الرقابة الطبية.

ولحسن الحظ لم يصب بأي كسور أو أضرار خطيرة ما عدا الخدوش في ساقيه وذراعيه وكدمات في مختلف أنحاء جسده.

الناجي الذي صنعت مشاهد غرقه الصادمة في أخطر فيضانات تشهدها الولاية الحدودية الحدث على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي ومختلف وسائل الإعلام.

أبى إلا أن يخرج معنا من منزله وأعاد شرح تفاصيل الواقعة، قبل أن ننتقل معه إلى غاية المكان الذي أنقذ فيه من طرف عائلة هبت إلى نجدته بكل الوسائل، قبل أن ننتقل مرة أخرى لموقف المركبات الذي وضعت فيه سيارته التي تضررت بنسبة كبيرة.

حيث عاينها بكل أسف وتساءل عن كيفية تعويضه من طرف وكالة التأمين التي رفضت ذلك، على اعتبار أن التأمين على الفيضان يكون تأمينا منفصلا عن التأمينات الأخرى، ليبقى أمله في السلطات العمومية التي تبقى الوحيدة القادرة على النظر في حالته المزرية.

رابط دائم : https://nhar.tv/KVYSm
إعــــلانات
إعــــلانات