بارونات حاويات يهربون الملايير باسم وزارات وسفارات!
التحقيقات كشفت تورط 15 مستوردا أحدهم من عنابة هرّب تلفزيونات «بلازما» على أنها ألواح شمسية
عمليات التهريب كانت تتم باستغلال ثغرة في نظام الإعلام الآلي الخاص بالجمارك
اكتشفت مصالح الجمارك وجود عمليات تهريب واسعة النطاق، تمت على مستوى مختلف الموانئ بالجزائر، من طرف مستوردين تورطوا في عمليات تصريح جمركي غير قانونية، بانتحال صفة مؤسسات وهيئات سيادية ووزارات وهيئات دبلوماسية.
تفاصيل القضية التي ما تزال محل تحقيق من طرف المصالح المختصة، كانت عقب اكتشاف تورط مستورد من عنابة في استيراد بضائع ممنوعة من الاستيراد، تتمثل في تلفزيونات مسطحة من نوع «بلازما»، بعدما صرح لدى الجمارك على أنها بضاعة غير ممنوعة من الاستيراد، حيث أفاد بأن بضاعته تتمثل في ألواح شمسية لتوليد الطاقة الكهربائية.
وقد قادت التحقيقات مع المستورد إلى اكتشاف فضيحة أكبر، حيث تبين أن هذا الأخير قام خلال عملية التصريح الجمركي التي تتم عبر الأنترنيت في موقع المديرية العامة للجمارك عن طريق نظام «سيڤاد» الخاص بالجمارك، أن عملية الاستيراد تمت بعد انتحال صفة هيئة سيادية، وليس بالتصريح بالطبيعة القانونية الحقيقية للشركة المستوردة.
وأوضحت مصادر «النهار» أن التحقيقات التي أجريت حول هذه الفضيحة قادت إلى اكتشاف تعمّد عدد من المستوردين من بارونات الحاويات التصريح لدى مصالح الجمارك بأنهم ليسوا شركات أو مؤسسات تجارية، وإنما هيئات سيادية، وذلك عبر استعمال شيفرة خاصة بتلك الهيئات من وزارات ومؤسسات رسمية وحتى ممثليات دبلوماسية، وهو «كود 9»، بدلا من وضع الرموز الخاصة برقم التعريف الضريبي للشركة.
وتفيد مصادر «النهار» بأن التحقيقات حول ممارسات المتهربين من الجمارك والضرائب من بارونات الحاويات، كشفت وجود خلل وثغرة خطيرة في النظام المعلوماتي الخاص بالجمارك، كما كشفت أيضا وجود تواطؤ داخلي، بدليل تمكن المستوردين من معرفة «الكود» الخاص بالهيئات السيادية المعفية من الرسوم الجمركية، وهي الشيفرة التي من المفترض أن لا يعرف تفاصيلها سوى عدد ضئيل جدا من العاملين على مستوى النظام المعلوماتي الخاص بالجمارك.
