إعــــلانات

توجيهات وحلول حول نفور التلاميذ من الدراسة والهروب من المدرسة

بقلم ع/ ف
توجيهات وحلول حول نفور التلاميذ من الدراسة والهروب من المدرسة

يعدّ الهروب من المدرسة من المشاكل الخطيرة التي تواجه الآباء والمعلمين، فالتلميذ الهارب دائما ما يبحث عن مكان يتوارى فيه عن الأنظار، وهذا المكان غالبا ما يكون موبوءًا ويثير الشبهات، فيجد التلميذ نفسه وسط دوامة غريبة من الأحداث، كما أن الهروب من المدرسة يشير إلى عدم قدرة التلميذ على التكيّف مع الوسط المدرسي، ومن العوامل المسببة لهذه الظاهرة نجد:

علاقة المعلّم بالتلميذ، وهذه الأخيرة لها جانب كبير من الأهمية في تكوين توجه الصغار نحو المدرسة، فإذا ساءت العلاقة بين المعلّم وتلاميذه، فإن ذلك يدفعهم إلى الهروب، وقد يرجع السبب إلى عدم قدرة المعلّم على فهم مشاكل التلاميذ، والنظر إليهم بعين العطف، ولجوئه إلى العقوبة أو السخرية بدلا من مساعدتهم على التخلص من مشاكلهم، كما تؤثر علاقة التلاميذ ببعضهم في توجه الطفل نحو المدرسة، فيقبل أو ينصرف عنها، وتلعب الطريقة التعليمية التي تتبعها المدرسة، دورا كبيرا في تشجيع التلاميذ على الإقبال على المدرسة أو انصرافهم عنها، وإن كان أثرها غير مباشر، من خلال المناهج وطرق التدريس ونوع الكتاب المدرسي، وقد تكون هذه كلها مبنية على فهم صحيح لاستعدادات التلاميذ المختلفة.

الامتحانات وكثرة الواجبات المدرسية، والجو المدرسي العام له أثره الملحوظ في تكيّف التلميذ، فإذا سادته روح الديمقراطية والتسامح، فسيلاقي التلميذ الجو المناسب للدراسة والتعلم والإبداع في عدة مجالات.

الأسرة، حيث يساعد الجو الأسري العام في كره الصغير للمدرسة أيضا، وإن كان بطريقة غير مباشرة، فحين لا تهيئ الأسرة الجو الهادئ للمذاكرة، حيث قد يلجأ الآباء إلى التنازع أمام الأبناء، فسيتأخر التلميذ في التحصيل ويشعر بالنقص، فيحاول الهروب من المدرسة، كما أن مقارنة الآباء ابنَهم بآخر متفوّق يعدّ من أخطر الأمور، حيث يشعر الصغير بالإحباط والفشل والألم، ويقترن هذا الشعور بالمدرسة، فيزداد تحصيل التلميذ سوءًا ويكره المدرسة.

ولمواجهة هذه المشكلة، على الأسرة أن توفر للطفل الجو الهادئ المشبَع بالمحبة والحنان، الذي يساعده على التحصيل، وبالتالي لا يكره المدرسة، وأن تكفّ عن مقارنة الطفل بأخ أو صديق أو قريب يفوقه في التحصيل الدراسي،حتى لا يحبط، كما يجب أن يتوقف الأولياء عن استخدام المدرسة كوسيلة لتهديد الأبناء وإجبارِهم على عمل ما يريدون، وإذا كان السبب في كرهِ الطفل المدرسة هو سوء العلاقة بينه وبين معلمته أو معلمه، فعلى الآباء أن يبحثوا هذه الأسباب بدقة، ويحاولوا الاتصال بالمدرسة والمعلمين لإصلاح الوضع، أو نقل الطفل، ثم مساعدته على أن يكون له أصدقاء يحبهم في المحيط الدراسي.

يجب إعداد المعلمين إعدادا سليما، حيث يقدّرون أهمية العلاقة بالطفل، ويعرفون خصائص نموه واستعداداته، وبذلك يعملون على مساعدته وحلّ مشاكه وحسن توجيهه، حتى يحب المدرسة.

يجب على المعلمين ألّا يتدخلوا كثيرا في أعمال الأطفال، فلا يجوز إظهار الطفل في مظهر العاجز غير القادر على فعل شيء أو الاستهزاء به، خاصة أمام الآخرين.

لا يجوز ظهور المعلمين أمام الطفل بمظهر الضعف أو العجز أو القلق، ولا يجب أبدا استثارة الطفل لتسلية أنفسهم، أو مناقشة سلوك الطفل على مَسمع منهم، وعدم إثارة الطفل بكثرة مقارنته بالآخرين.

رابط دائم : https://nhar.tv/KAxLK
إعــــلانات
إعــــلانات