إعــــلانات

ربّوا أنفسكم على حسن الخلق ثم أولادكم عليه

ربّوا أنفسكم على حسن الخلق ثم أولادكم عليه

{والذين يقولون ربنا هِب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرّة أعين واجعلنا للمتقين إماما}.. اشتملت هذه الآية الكريمة على صفات النفس ذات الهمّة العالية، والتي لا ترضى بالدنية في الدين، بل لا تريد أن تكون متقية فقط، ولكن أن تكون إماما للمتقين، وقد أكون قدوة حسنة لغيري في ملبسي وتعاملاتي وفي معاملتي لزوجي، ولكن هل سألت إحداكن نفسها ذات يوم هل أنا قدوة للغير في تربيتي لأبنائي؟، فإذا لم تكوني كذلك فماذا يجب عليك فعله وما هي الوسائل التي تعينك؟

إن تربية الأبناء مسؤولية الأب والأم معا، ولكن العبء الأكبر يقع على الأم، فيقول رسول الله «صلى الله عليه وسلم»:«كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته. والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها»، كما أن المرأة تكون أقرب إلى نفوس أبنائها من الرجل، وخاصة في هذا الزمن، الذي أصبح فيه الرجال يسعون من أجل توفير حياة كريمة للأبناء.

من فضائل التربية الولد الصالح، وهذا نتاج تربية عظيمة فيها صبر ومصابرة، وهذا الولد الصالح يكون امتدادا لعمل والديه بعد موتهما، فيقول رسول الله «صلى الله عليه وسلم»:«إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث ومنها ولد صالح يدعو له»، ويأتي العبد يوم القيامة في ميزان حسناته كالجبال، فيقول من أين هذا يا رب؟، فيقول باستغفار ولدك لك..

ما هي صفات الأم والمربية الناجحة؟

الإخلاص لله.. فهي تربي أبناءها من أجل الله ولله، فهم أمانة أعطاها الله إياها، فيجب أن تكون قدوة للأبناء في تعاملاتها وأخلاقها وفي عباداتها ونظامها ومأكلها ومشربها، فالإبن مثل الإسفنجة يمتص كل ما حوله، وإذا أصلحت الأم نفسها، فإن الله يحفظهم، قال عزّ وجل: {وكان أبوهما صالحا}

الصبر والحلم.. وهذه الصفة تكاد تكون منعدمة، فأبناؤك عندما يعودون من المدرسة يجدوا منك الصراخ والعراك والعصبية.. نعم التربية مجهود ومشقة، ولكن يكفيك قوله تعالى: {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب}، وهناك نقطة هامة أود أن ألفت النظر إليها، وهي أن نبعد عن مقارنتهم بما كنا عليه ونحن في سنهم، فعلي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول: «ربّوا أبناءكم واعلموا أنهم خلقوا لزمان غير زمانكم».

الرحمة والحب.. أنصح كل أم أن تستبدل العقاب بالحب، لأنه للأسف الشديد في كثير من البيوت، أصبح الأب والأم أدوات تعذيب للأبناء، فالأب يضرب والأم تصرخ، فالرسول «صلى الله عليه وسلم» يقول:«علق السوط..» ولم يقل أضرب بالسوط، فمن الممكن أن تستخدم الأم أسلوب المكافأة، ولكن ابدئي بالحديث عن الأجر وبدرجات الجنة، وبأن بين كل درجة وأخرى كما بين السماوات والأرض، فيجب على الأم أن تختار الأسلوب المناسب للعقاب، ولا يكن خيارك الدائم هو الضرب.

المساواة والعدل.. فلا بد أن يكون العدل في كل شيء، فما قامت السماوات والأرض إلا بالعدل، حتى في المدح والثناء، وإياك ومقارنة أخت بأختها، فهذا ينشئ الحسد أيضا، وهناك عادة خاطئة منتشرة في كثير من الأسر، وهي إعطاء البنين أموالا كيفما شاؤوا بخلاف البنات، ظنّا منهم بأن للذكر مثل حظ الأنثيين، وهذا يكون في الميراث فقط، فالإسلام ساوى بين البنت والولد في الحقوق.

{ومن يؤتى الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا}.. فيجب أن تكون الأم حكيمة في تعاملاتها مع أبنائها، وذلك يتطلب منها أن تقرأ كثيرا وتكثر من الاستشارة ومن أساليب الحكمة، فمثلا عند الأذان ننصت ونردده.. وتحثّ الأم الأبناء على ذلك، وكذا في جميع المواقف التربوية الأخرى، فحثّيهم على الدعاء والتضرع إلى الله، فلن تثمر التربية بإذن الله تعالى إلا بالدعاء.

التربية على حسن الخلق.. لا بد أن يربي الإنسان نفسه على حسن الخلق ثم يربي أبناءه، وأهم شيء هو المعاملة مع الله سبحانه وتعالى، وأن يكون ترسيخ العقيدة عند أولادك هو الأساس، وتعرّفيهم بنعم الله وتربّيهم على الإخلاص والبعد عن الرياء ومراقبة الله، ولا بد أن تكوني قدوة لهم في المحافظة على الصلاة وتعظيم أمرها في نفوسهم، وكذلك حفظ القرآن الكريم والأذكار الشرعية، حتى تكون هناك بركة في الرزق والصحة وكل شيء.. والأم تجتهد وأجرها عند الله والله لا يضيّع أجر من أحسن عملا.

رابط دائم : https://nhar.tv/FmgxK
إعــــلانات
إعــــلانات