إعــــلانات

رسالة إلى زوجي

رسالة إلى زوجي

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، أما بعد..

رسالة أردت أن أوجهها إلى زوجي بعدما تعذر عليّ الحديث إليه مباشرة، لأن الأمر جد حساس وأسأل الله أن يتفهم ظروفي، وألّا يحمل القضية على غير محملها.

زوجي العزيز، يا من منحتني الاستقرار وحققت لي حلم الأمومة، كنت لي كل المعاني الجميلة في هذه الحياة، ولهذا السبب لم أرفض العناية بوالدتك لأنها في مقام أمي، يوم تخلى عنها جميع أبنائها وحتى بناتها، ففتحت لها بيتي الذي هو بيت ابنها، ووقدت لها أصابعي شموعا، وتعلم أنني منذ عشر سنوات أسهر على خدمتها، أرعى شؤونها وأتفقد أحوالها، لأنها مقعدة لا حولها ولا قوة، زد على ذلك، لم أتذمر أبدا من زيارة أولادها وبناتها، الذين يحمّلونني بوجودهم المزيد من المشاق والأعمال الإضافية، فهل تعلم يا قرّة عيني أنني اليوم على مشارف الـ 50، ولم أعد كالسابق؟ فمرضي المزمن نال مني ما نال، وهي الأنفاس وحدها من تصعد وتنزل، لأن الروح من أمر الله، صدقني أيها الغالي، لم أعد أستطيع الاعتناء بوالدتك كما في السابق، فإذا رأيت مني تقصيرا أو نفورا في بعض الأحيان، أرجوك اعذرني والتمس الحجة لامرأة تعيش رهينة البيت ولا تفارقه أبدا، لأنه يجب عليّ الاهتمام بوالدتك.

أعرف جيدا أن ثوابي عظيم والأجر الذي سأناله ليس هيّنا، ولكن الله لا يكلّف نفسا إلا وسعها، ولم يعد في وسعي أن أقوم بهذه المهمة على أكمل وجه، لذا أتمنى أن تنظر في أمري وتفكر جيدا، فأنا أيضا لديّ الحق في الحياة، وأرغب ككل النساء بالتسوّق أحيانا والخروج كي أرفّه عن نفسي، وأهتم بجمالي الذي لم يبقَ منه شيء، وحتى أختصر الشرح ولا أطيل كثيرا، أقول لك يا غالي «أنا مغبونة».. أعني يا قرّة العين أنني في أمس الحاجة إلى دعمك، ويشهد الله أنني صادقة ومتعبة إلى حد لا يوصف.

رابط دائم : https://nhar.tv/3z56X
إعــــلانات
إعــــلانات