إعــــلانات

سيحلّ بعد أيام.. فماذا أعددتم لاستقبال شهر الصيام والقيّام؟ 

سيحلّ بعد أيام.. فماذا أعددتم لاستقبال شهر الصيام والقيّام؟ 

تحية طيّبة وأزكى سلام لرواد هذا المنبر الكرام، أما بعد..

سيحلّ الشهر الفضيل علينا ضيفا، وكعادته في الكرم، ستكون الموائد والمساجد والقلوب والمجالس عامرة، فماذا أعددنا للضيف يا ترى؟

إن أول ما يجب إعداده هي القلوب، لأنها موطن النوايا، فينبغي أن نصفي قلوبنا قبل أي شيء في الدنيا، وأن نعفو ونسامح كل إنسان قصّر في حقنا أو أساء إلينا، فقد ثبت علميا وطبيا أن للتسامح آثاره الإيجابية في الصحة العامة للإنسان، فمن خلال الدراسات، تبين أن الأشخاص المتسامحين أفضل صحة من العدوانيين، لأن التسامح يذهب من القلب والأعصاب الشحنات الضارة، ويعيد النبض والضغط إلى وضعه الطبيعي، ويشيع في النفس الشعور بالرضا، ويقلل من الاكتئاب والتوتر النفسي، ويخلص الإنسان من الأضرار التي تصاحب موجات الغضب العارمة والرغبة في الانتقام من زيادة في معدلات الأدرينالين في الدم وتشنجات في العضلات، والتي من جملتها عضلة القلب.

لهذا علينا أن نستغل هذا الشهر الفضيل لنتعلم فضيلة التسامح، ونجرّب الشعور الجميل بالعفو عن المسيئين، خاصة إذا كانوا من ذوي القربى أو الأصدقاء أو الجيران، فنكسب الأجر ونجبر الكسور التي تصيب علاقاتنا الاجتماعية وتدمرها.

إن الشهر الفضيل هو شهر الصبر وتهذيب النفس على تحمّل المشاق، وعلينا أن ندرّب أنفسنا خلاله على هاتين الصفتين، فنصبر ليس فقط عن الطعام والشراب، بل عن الكثير من العادات المذمومة،  والتي من جملتها آفة التدخين، التي تكون فرصة التخلص منها متاحة خلال أيام شهر رمضان،  فإذا بدأنا الخطوة الأولى بالصبر عن هذه الآفة خلال ساعات النهار، فإن الخطوة الثانية تكون بمقاطعة السيجارة إن شاء الله، حتى لا ينتهي رمضان إلا ويكون المدخن قد تخلص على مهل من عادة تعدّ من أسوإ العادات وأكثرها ضررا بالصحة العامة، ليس للمدخن وحده، بل لجميع من يحيطون به، فأضرار التدخين تمتد إلى كل من يكون مع المدخن في مكان مغلق، وذلك ما يعرف بالتدخين السلبي، وهو مضر صحيا بالموجودين مع الأشخاص المدخنين بصفة دائمة، كالأبناء والزوجة وزملاء المكتب أو برفقة السيارة، فهل يستطيع الشخص المدخن الاستفادة من وقت رمضان للإقلاع عن هذه الآفة؟

كذلك هناك آفات سلوكية سيئة يجب أن يقلع عنها الإنسان في هذا الشهر، ومنها الحديث فيما لا يعنيه، فتلك آفة لا يوجد لها مثيل إلا في عالمنا العربي، فإذا استطاع الإنسان أن يهذّب من سلوكه خلال هذا الشهر، فإنه قادر على ذلك طوال أيام السنة. ولرمضان فضائل لا تحصى، ولو أردنا تعدادها لما كفت هذه الزاوية لمدة أعوام، ولكنها للتذكير فقط.. والذكرى تنفع المؤمنين.

رابط دائم : https://nhar.tv/YbDc2
إعــــلانات
إعــــلانات