إعــــلانات

ضرّتي.. بمقدار ما كرهتك سابقا أحبّك الآن!

ضرّتي.. بمقدار ما كرهتك سابقا أحبّك الآن!

إقرأ واعتبر

تحية طيّبة وأسأل الله أن يكون رواد هذا المنبر بألف خير، أما بعد:

هي حكاية قديمة ومتجددة لأنني أعيش تفاصيلها كل يوم، فبعض البيوت لا تخلو من نفس الأحداث التي عشتها، لذا أردت أن أوجه هذه الرسالة إلى كل امرأة قدّر الله وصارت ضرّة، سواء كانت زوجة أولى أو ثانية.

لقد تزوجت في سن مبكرة، ولم أكن أدرك حتى معنى هذه العلاقة، فرزقني الله بثلاث بنات، وعندما بلغت الثامنة والعشرين من العمر، تمّ استئصال رحمي إثر مرض عضال، أما زوجي فلم يصبر معي، وسرعان ما اتخذ الذريعة وتزوج من امرأة أخرى، هذه الأخيرة التي منحها منتهى العناية والرعاية، خاصة أنها أنجبت له الذكور.

 وامتلأ قلبي حقدا وكرها..

لقد عشت سنوات طويلة حاقدة عليها، مما جعلني أزرع في قلوب بناتي هذا الكره والضغينة، وعملت المستحيل حتى لا تتعلق بناتي بأولاد ضرّتي، لكن الضرّة فعلت العكس، فقد زرعت في قلوب أولادها المحبة والرحمة، فشبّوا وقلوبهم بريئة عامرة بالحنان، ومن فضل الله عليهم أنهم جميعا نجحوا ونالوا درجات كبيرة من العلم، وكلهم اليوم في مناصب راقية، عكس بناتي اللواتي لم يتحصلن من العلم إلا قليلا، زد على ذلك حظهن ظلّ سيئا، وحتى زواجهن لم يكن ناجحا، وهنا تمنيت لو أن لبناتي إخوة يوفرون لهن الحماية بسبب ظلم أزواجهن.

 فجأة صار لبناتي إخوة وسندا

لقد صادف أن التقت إحدى بناتي المضطهدات أخاها من والدها، وكانت آثار الضرب وبعض الكدمات بادية على وجهها، وحين سألها، أخبرته عن بطش زوجها، وأنه طردها وأبقى على أولاده، فلا تتصوروا كيف كان رد فعل هذا الشهم، لقد رافقها إلى البيت، مما جعلني في حيرة من أمري، فهي أول مرة يزورنا منذ أن طردته وإخوته ذات عيد فطر.. لقد كان ثائرا وقال لي «هذه أختي وحمايتها واجبي.. اليوم سينتهي هذا الأمر»، وبالفعل ذهب مع أخويه إلى صهري، واستطاعوا بحكمتهم أن يصلحوا الموقف وعادت ابنتي كي تعيش حياة هادئة، والأمر نفسه أقدموا عليه مع الأخريين.

فيا إلهي.. فجأة صار لبناتي سندا وقوة تدعم ضعفهن، وصار لي أبناء رجال، ضربوا لي المثل في حسن المعاملة والطيبة.

 أشكر زوجي الذي تزوج غيري!

لقد أدركت كم كنت مخطئة في حق ضرّتي وأولادها، فلو كانت سيّئة لما زرعت في قلوب أولادها المحبة. نعم، لقد صرت الآن أحبهم بمقدار ما كرهتهم في الماضي، أما زوجي رحمه الله، فأغتنم الفرصة كي أدعو له بالمغفرة، إنه لم يذنب فهذا حقه الشرعي، نعم كان يفرّق بيننا في التعامل، ولكن قلب المرء ليس بيده، هذه حكايتي والعبرة لمن يعتبر.

رابط دائم : https://nhar.tv/XLjyb
إعــــلانات
إعــــلانات