طفل يجوب الشوارع برفقة عائلته لجمع التبرعات لإجراء جراحة على الكبد
أعراض مرضه اتسعت لتشمل مختلف مفاصل جسمه
تحول الطفل «زكرياء كورتل» القاطن على مستوى الحي الشعبي جامع لخضر ببلدية شلغوم العيد في ولاية ميلة، إلى حديث الساعة، سواء بولايته التي ينتمي إليها أو مختلف ولايات الوطن، وأصبحت حالته مدعاة لتآزر جميع المواطنين الذين تحركوا في جميع الإتجاهات، لعلهم يستطيعون جمع مبلغ 2.4 مليار سنتيم لإجراء عملية جراحية تمس زراعة الكبد.
لم تكن حياة الطفل زكرياء عادية منذ صغرها، فقد سبق له منذ ولادته أن بدأت معاناته مع ضرورة توفر حليب مستورد وبأسعار خيالية جدا، عجز فيه والديه على توفيره له لولا مساعدة الأهل والأصدقاء، وكبر زكرياء وكبر حلم الوالدين ومعهم جميعا أتى المرض الذي مس كبد زكرياء، وتأزمت في الأشهر الأخيرة الوضعية أكثر من خلال بلوغ وضعية الكبد حد «التفتت» وهو مستوى بالغ الخطورة من الوضع الصحي وفقا لوالدته التي قالت لـ«النهار» إن ابنها تضرر أيضا عضوه الذكري من خلال صعوبة طرح السوائل التي لم تعد بالشيء السهل بالنسبة لزكرياء، الذي لم يكبر كأترابه، ويحرم حاليا من الدراسة بسبب الوضع الصحي وتواجده الدائم بالمستشفيات من باتنة إلى شلغوم العيد إلى كبريات المستشفيات بالعاصمة، لكن من دون جدوى، تقول العائلة التي استقبلتنا بمسكنها المتواضع برفقة الناشطين ممن يهرولون في جميع الإتجاهات لجمع مبلغ العملية، تقول إن الرد كان إيجابيا من مستشفى باريس، الذي قدر التكلفة الإجمالية للعملية الجراحية بمبلغ مليارين و400 مليون سنتيم، ويخضع الطفل زكرياء لنظام غذائي خاص جدا منذ ولادته، وبقدر بلغ مستوى احتساب الأكل «بالغرام» في معظم المأكولات الخفيفة وغيرها، وقد أصبح الشارع المحلي بمدينة شلغوم العيد ينهض يوميا على الطفل زكرياء برفقة عائلته والدته ووالده وأقاربه ومجموعة من الشباب ارتأت تجميد عملها والتكفل بجمع التبرعات لفائدة زكرياء تحت شعار «لننقض زكرياء».
