إعــــلانات

ظاهرة سلبية تتكرر كل عام في رمضان

ظاهرة سلبية تتكرر كل عام في رمضان

من الظواهر التي تتكرر كل عام في شهر رمضان، وخصوصا بعد انقضاء النصف الأول من الشهر، ظاهرة فتور كثير من المسلمين وتراجعهم عن العبادة وشعورِهم بالكسل والخمول، ففي بداية الشهر، لاحظنا الإقبال والنشاط على العبادة، وما أن مضت العشر الأولى إلا وضعفت الهمم وتراجع كثيرون، وقلّت صفوف المساجد، بل ربما أصبح هذا الشهر عند البعض كسائر أشهر السنة، لا ميزة له ولا فضل.

السبب في ذلك يرجع إلى عدة أمور، من أهمها أن البعض يعتبر هذا الشهر من العادات الموروثة، وليس من العبادات التي شرّعها الله عزّ وجل، فعندهم شهر رمضان تراث وعادة من العادات، وحينئذ لا يشعر هؤلاء بلذة الطاعة والعبودية لله تعالى، فيكلّون ويملّون وينقطعون عن كثير من الطاعات، ويكسلون عن العبادات في هذا الشهر الفضيل. ومن أسباب الفتور في هذا الشهر، مصاحبة ذوي الهمم الضعيفة المتكاسلة، الذين لا يعينون على الخير ولا يذكرون به، الذين يكونون سببا في الغفلة عن الطاعة والعبادة في مثل هذا الشهر، فمثل هؤلاء لا يجدر بنا أن نتخذهم أصحابا ورفقاء.

وقد بيّن النبي «صلى الله عليه وسلم» أهمية اختيار الصاحب والرفيق، فقال: «المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل». ومن أسباب الفتور والكسل عن العبادة في شهر رمضان، الانصراف عن هذا الشهر بالملهيات والمشغلات وما أكثرها في هذا الزمان، فمتى انشغل بها المسلم ضاع عليه هذا الشهر الفضيل، وفاته خير كثير قد لا يدركه مرة أخرى.

لا بد من التدارك والتخلّص من هذا الفتور بأن نجتنب أسبابه، وأن نستحضر في أذهاننا أجر الصيام وفضيلة الشهر، ونتذكر دوما الحديث القدسي: «كل عمل ابن آدم له إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به»، وقوله «صلى الله عليه وسلم»: «من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه»، وقوله في أجر من صلّى القيام مع الإمام حتى ينتهي: «من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة».

لا تكمل لذّة الطاعة في شهر رمضان إلا إذا بذل المسلم ماله لإخوانه المحتاجين، فالصيام يعلّمنا أن الجوع والعطش عناء وتعب ومشقة، وهذا ما نشعر به باختيارنا طاعة لله تعالى، ولكن هناك من المسلمين من ابتلي بالحاجة والفقر، وليس له بعد الله عزّ وجل إلا إخوانه، فلا تبخلوا عباد الله بإخراج صدقاتكم لمستحقيها، وكذلك إطعام الطعام وتفطير الصائمين، قال النبي «صلى الله عليه وسلم»: «يا أيها الناس، أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصِلوا الأرحام وصَلّوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام»، وقال «صلى الله عليه وسلم»: «من فطّر صائما كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئا».

رابط دائم : https://nhar.tv/uGc94
إعــــلانات
إعــــلانات