إعــــلانات

كم تملك من رصيد إنساني نبيل؟

بقلم ع/فراق
كم تملك من رصيد إنساني نبيل؟

تحية طيّبة وبعد..

 دعوني أتكلم عن وباء «الجحود» الذي تفشى في قلوب كثير من البشر، فلا الجميل عندهم عاد يُذكر، ولا المعروف لديهم صار يُحفظ، ولا التواصل معهم ظلّ يستمر.

أفٍّ من الدنيا حين يئن الوفاء في صدورِ الشرفاء، ويتوارى الضعفاء الجهلاء خلف أحراش النكران والجفاء، ينظرون من طرف خفي علهم يحظون بجميل جديد يقدم إليهم من دون أن يُفكروا في رد الجميل، وكأنهم ما خلقوا إلا ليأخذوا لا ليعطوا، وما وجدوا إلا ليستغلوا لا ليمنحوا، وما درُوا أن قيمة الحياة الحقيقية تكمن في العطاء، والعطاء لا يكون مقصورا على المال، بل العطاء من النفس، وذلك بالإحساس بمن حولنا، نعامل الناس بما نحب أن يعاملونا به، فنكون مثالا لمكارمِ الأخلاق، لا نعيب على إنسان فعلا ما ونحن أول الواقعين فيه، والعطاء من الوقت، بأن نُخصص أجزاءً من وقتنا نرسم فيها لوحات الوفاء بريشة الإنسانية الحقّة، نفي لأحبابنا في القريب والبعيد، نسأل عنهم ونزورهم ونؤدي حوائجهم ونقضي متطلباتهم، إيمانا منا بأن أحب الناس إلى الله من ينفع عباد الله، ويقينا بأن عون الله حاصل للإنسان ما دام الإنسان في عون أخيه.

الوفاء قيمة إسلامية عظيمة ورصيد إنساني نبيل لمن يدرك قيمة التمسّك بالخلق الحسن تمسكا نابعا من ثقافة سوية، ثقافة تدعو إلى ضرورة الاتصاف بخلق الوفاء، والبعد عن التفكير ولو للحظة في الجحود والنكران، والتسامح مع النفس، فلتتعلم النفس كيف تتسامح مع غيرها.

 ما أجمل أن نحفر الحفر لا لنزرع فيها الشر والانتقام، بل لندفن فيها أخطاء الأصدقاء والأرحام، ونكتب أخطاءهم على أسطح الماء بمداد الأقلام، وننقش محاسنهم على صحائف صخور الأعلام، راجين راحة البال القادمة من طريق التعامل الحسن، والابتعاد عن الإحساسِ بشيء من ألم الضمير المضطرم داخل النفس بسبب البعد عن كل تصرف صحيح.

 فلنكن أوفياء لمن عرفناهم، ولنتناس جراح من أخطأوا في حقنا في يوم ما، تخليدا لخلق الوفاء ووفاءً لمن ضحّوا من أجلنا وتجديدا لنية الصفاء.

رابط دائم : https://nhar.tv/7sf3H
إعــــلانات
إعــــلانات