إعــــلانات

كيف لا تتفشى «الكوليرا».. جلود الأضاحي والأوساخ في كل مكان؟!

كيف لا تتفشى «الكوليرا».. جلود الأضاحي والأوساخ في كل مكان؟!

الكل  شاهد صورا من الواقع الاجتماعي، خاصة جلود الأضاحي وهي مرمية بطريقة عبثية وعشوائية على قارعة الطريق، فكيف لا تتفشى «الكوليرا»؟، والعبرة من كل هذا أن هذه الحادثة هي قطرة من بحر المهازل التي ما فتئت تحدث ونشاهدها يوميا في أحياء وبعض المدن الكبرى.

أما البلديات والأرياف، فحدث ولا حرج، وهذا يدل على غياب ثقافة نظافة المحيط بالخصوص، حيث لم تتعلم عدة فئات من مجتمعنا وهم على مختلف وظائفهم ومناصبهم، تجارا أو أفرادا عاديين، الطرق والكيفيات التي تمكنهم من وقاية الفضاءات المحاطة بهم، وصولا إلى مساكنهم وبيوتهم.

وبالتالي فإن النتيجة هي أنهم يجدون أنفسهم في كل مرة في مواجهة أنواع من الأمراض الأكثر خطورة على حياتهم، بل هناك أمراض أخرى يجهلها العلم والعالم إلى حد الساعة، سوف تبرز وتظهر للوجود بفعل تراكم الأوبئة، وبحكم حياة ونشاط «البكتيريا» والجراثيم التي تتلاقح فيما بينها وتستنسخ لنا أنواعا غريبة من الأمراض الضارة وغير المعلومة تاريخيا، أو أن بعضا من الأمراض المعروفة، تعود إلى النشاط من جديد.

وكل ذلك نتيجة التعامل الفوضوي والجهل المتفشي لدى الفرد، الذي كما قلنا لا يزال غير واعٍ بمسؤولياته، الفرد إزاء نفسه أولا وثانيا عن أنه يفكر في محيطه وبيئته،  بل تراه في المقام الأول عاجزا بطريقة وبأخرى عن تشبيع شخصيته بثقافة صحية تحميه وعلى المدى البعيد تحمي أقرانه من الموت المحدق بهم، لذلك فلا عجب أن تلحقنا «الكوليرا» أو غيرها.

لأنه والحق يقال، أصبحت بعض الأحياء وجوانح المدن صراحة مقززة ظاهريا، وهي بكل المقاييس تشبه تلك الدول الإفريقية التي ما فتئت وكالات الأنباء تنقل لنا مآسيهم وهي تتخبط وتصارع أخطر الأمراض الحاصدة للأرواح.

ظاهرة مثل التي تم ذكرها وهي رمي الجلود، تؤكد بما لا يترك مجالا للشك، أن للمواطن مسؤولية كبرى في زمن ظل فيه هذا الأخير يشكو ويوجه أصابع الاتهام إلى السلطات المحلية على أنها هي من تتقاعس في صناعة محيط نظيف ونقي، ناسيا بأنه شريك أساسي في هذا النوع من الجرائم.

فقط الأسئلة التي يمكن طرحها، لماذا وصلت يوميات الجزائر إلى هذا الحد والمستوى من العبثية؟ فمن جرائم الإنسان ضد أخيه الإنسان، إلى الجريمة ضد الأماكن السياحية، وصولا إلى الجرائم ضد الطبيعة جمعاء والبحر بالخصوص!.

وكثير من المؤسسات التي يتلقى فيها الأبناء دروسا عن البيئة والنوادي الخضراء، لكنه يصادف في طريقه عكس ما تعلمه ودرسه، مما عاد ذلك على تركيبته الشخصية بالسوء.

وهل الجهات المعنية من منظمات وهيئات ومراكز همّها والمسؤوليات الملقاة على عاتقها هي معالجة الآثار القديمة والمخلفات، أم أنها تصب جهدها واهتمامها حول مراقبة سلوك الناس؟!.

إن المواطن الجزائري لو تعلم وحفظ في ذهنه العلاقة الجيدة بالطبيعة والمحيط، وحاول جاهدا الفرز جيدا بين الأمراض المنتقلة من الحيوان إلى الإنسان، وكذا المتنقلة عن طريق المياه، أو تلك المنعكسة على صحة وسلامة صحته كالروائح الكريهة والغبار، والتي في جلّها جالبة للبكتيريا والطفيليات.

ما أصبح في لحظة من اللحظات متخوفا ومرعوبا من أخبار انتشار هذا الوباء أو ذاك، وكذلك ما ظل يتردد متعبا على الأطباء والصيدليات، حتى أن هناك أخبار تتحدث عن أن سبب «الكوليرا»، هو وجود خضروات مسقية بمياه الصرف الصحي كالطماطم والدلاع، إلا أن الأصل هم أشباه الفلاحين الغشاشين الذين أصابتهم لعنة الغش والربح السريع!.

رابط دائم : https://nhar.tv/Zb157
إعــــلانات
إعــــلانات