إعــــلانات

كيف نقضي الصيف.. شواطئ ملوثة وبيوت غير مكيّفة؟!

كيف نقضي الصيف.. شواطئ ملوثة وبيوت غير مكيّفة؟!

مظاهر مرعبة عن المسخ الذي لحق بالكثير من شواطئنا الساحلية، وتذمر العديد من المواطنين لأنهم يختنقون ويشعرون بالضيق النفسي والتنفسي الشديدين، جراء ما تلفظه المصانع والمركبات والوحدات من مواد سامة وزيوت وكثير من المواد الكيماوية التي لا تبقي ولا تذر، بل تقتل كل كائن حي!..

مُشكِّلة مساحات شاسعة وبقعا تتسلل عبر قنوات الصرف والحاويات المرمية جهارا نهارا، مطالبين السلطات المعنية بالتدخل الفوري؛ لأن السباحة أصبحت مستحيلة عندهم، وكذا عمليات الصيد الحر، إضافة إلى ما تتركه هذه النفايات والبقايا من روائح مقزّزة ومحو كامل لكل نبات أخضر على الأرض.

الشيء الجميل الذي أعجبني شخصيا، هو الوعي الحاد الذي صار يتمتع به شبابنا على مختلف أعمارهم، يوم تجد الكل يتحدث وبلغة بريئة عن أن البيئة في هذه المناطق تستنجد، وتجد لها أطراف تطالب عاجلا بوضع حد لهذه المهازل، والتي مثلما بتنا نشهدها في مدننا الداخلية حين نلتمس آلاف الشكاوى عن تراكم الأوساخ والقاذورات عبر كافة مداخل المدن وشوارعها الكبرى وصولا إلى المساحات الخضراء، ثم أخيرا نحو السواحل، ويوم تصبح سواحلنا مهددة وعرضة لمثل هذه الجرائم، فإنه بالكاد ناقوس الخطر قد دُقّ، ولا بد من تدخل الوصاية في بداية الأمر، وإلا جنى الجميع الكوارث تلو الأخرى، وكما قلنا وسمعنا، كان ذلك هو رد سكان السواحل، فكيف سيكون الأمر مع من فرّوا بجلودهم من الأرياف والمدن الجنوبية قصد قضاء عطلة صيفية مريحة بعيدا عن الحرارة القاتلة، وهي فعلا من تسببت في قتل ما يفوق العشرين شخصا مع بداية هذا الشهر فقط؟!، يوم يجدون هذه الملاذات في حاجة ماسة إلى تطهير وتهيئة، وهم من دفعتهم الأوضاع الكارثية داخل الجزائر العميقة إلى هجرانها ابتداء من أطنان النفايات إلى عدم وجود مكيّفات داخل بيوتهم بحكم تدني القدرة الشرائية، فلم يجدوا خلاصا إلا في البحر!

إن العالم اليوم مجند بكافة وسائله المعنوية والمادية من أجل وضع إجراءات ردعية وتحذيرات عقابية قاسية لكل من تسوّل له نفسه أن يلوّث الطبيعة مهما كان نوع المناطق، سواء البحرية أو السهلية أو حتى الصحراوية، لذلك يبقى السؤال المطروح، أين هي الجهات الوصية على استفحال هذه الجرائم في حق الطبيعة والإنسان؟، ولماذا لا توضع إجراءات ردعية للفاعلين الأساسيين والمتسببين الأوائل في وجودها؟، بيد أن كثيرا من المدن الساحلية في العالم لا نقول تعاني من نفس الظواهر، ولكنها عاشت نفس المشكل واستطاعت في ظرف وجير أن تؤسس أنظمة دقيقة بالاعتماد على خبراء في هذا المجال، فتجاوزت الأزمات المماثلة قبل أن تعمّ الكوارث وتنتج أعراضا أخرى تهدد حياة الجميع، وهذا طبعا لا يتأتى إلا بإرادة سياسية فوقية لا تتساهل مع أي كان؛ لأنها قضية سيادة وكرامة ومستقبل إنسانية.

رابط دائم : https://nhar.tv/1AkDL
إعــــلانات
إعــــلانات