إعــــلانات

لا يمكن أن تأتي زمرة من الناس تفسد علينا العلاقة مع إخواننا

لا يمكن أن تأتي زمرة من الناس تفسد علينا العلاقة مع إخواننا

عندما تسمع بأن أحد الرياضيين وهو الحارس زماموش، يعتذر بلباقة تامة وحسن نية للشعب العراقي الأبيّ عما جرى أثناء مقابلة فريقه مع نادي القوات الجوية العراقي.

صراحة يكبر في خاطرك هذا الرجل، ولا مناص لك إلا أن تصنفه حقا من بين أكبر العقلاء في هذا البلد، ممن يحوزون على قدر كبير من الوعي والدراية لعواقب كل التصرفات الطائشة.

ورغم ذلك قوبل تصريحه هذا بسخط وغضب الكثيرين لأنهم اعتبروه نوعا من الجبن والخنوع، أمر يبعث على التعجب يوم تُخلط هذه السياسة غريبة المفاهيم وتوظف في غير زمانها ومكانها، فأي طائفية تخصّنا نحن أم تخصّهم هم، فهم فقط أعلوا أصواتهم هاتفين بحياة الرئيس الراحل صدام.. مثلما حدث من ذي قبل مع الأشقاء الليبيين حين هتفوا بحياة القذافي.

يحدث هذا في الوقت الذي قدم كبار المسؤولين والدبلوماسيين عندما اعتذارات رسمية واعتبروا كل ما وقع أحداثا معزولة تلزم أصحابها ولا تلزم الشعبين الشقيقين، اللذين تربطهما أواصر محبة وأخوة في شتى الميادين، خاصة التاريخية والثقافية.

وربما يتذكر الجميع ما سردته لنا الشهادات التاريخية، يوم كانت النساء العراقيات إبان الثورة الجزائرية، يقدمن أساورهن وقلاداتهن الذهبية من أجل دعم الثورة الجزائرية، ولو عدنا إلى الوراء لعرفنا بأن الشعب العراقي فعلا لازال يكنّ المحبة للشعب الجزائري ببطولاته ونضالاته المجيدة.

وليس بمكان أن تأتي شرذمة من المراهقين ومن على مدرجات الملاعب، لتفسد هذه الروابط المتينة متانة الفولاذ الصلب، كذلك الأمر بالنسبة للجزائريين، فأنت تراهم لن يتأخروا لو أصيب العراق الشقيق بأي نوع من المحن.

لدينا زملاء وأصدقاء ومثقفون عراقيون، نتواصل معهم لحد الآن ومن مختلف الأصناف، فلا يمكن أبدا أن تأتي زمرة من الناس تفسد علينا هذا التواصل وتوقع بيننا وبينهم.

وتتحكم بل توجه هذه المودة كما تشاء وترغب، بالعكس فقد كان ولا بد أن يتفهم الجميع بأن هذا الانزلاق الذي يعد جرحا طفيفا وغير مرئي بالمرة، كان له أن يُعالج في ثوانٍ معدودات، وليس لأحد أن يكون مسؤولا عن كل تصرف فردي، سواء تعلق الأمور بأمور طائفية أو جهوية عصبية أو أي شيء من هذا القبيل.

ثم يعطيه صفة الجمع وصفة الرسمية؛ لأننا كغالبية جزائرية جربنا حجم هذا التصادم، ومن نفس الجحر، أي الرياضة فوجدنا بعد هدوء كل عاصفة أنها تصدر من نفوس مشحونة كالبطاريات، والتي سرعان ما ينتهي مفعولها وطاقتها، وسمعنا يومها بأن الجزائر كانت أكثر حكمة وتبصرا.

هكذا نريد أن نكون ونصبح، وعلى قدر عال من استشراف الغد، سواء القريب أو البعيد، هذا إن كنا نؤمن بعروبتنا المفقودة ونمتثل لمُثل الإسلام العظيمة.

جمال نصرالله/عين الحجل

رابط دائم : https://nhar.tv/WvMoR
إعــــلانات
إعــــلانات