إعــــلانات

لكي نسمو ونرتقي جميعا.. يتوجب علينا التخلي عن هذه التصرفات

لكي نسمو ونرتقي جميعا.. يتوجب علينا التخلي عن هذه التصرفات

تحية طيّبة وبعد..

من باب تغيير المنكر، أردت المشاركة من خلال هذا المقال.. هي تصرفات نراها تحدث أمامنا كل يوم، فتثير في نفوسنا الانزعاج، ونوعا من عدم الرضا على محيطنا الذي نشترك في العيش فيه مع الآخرين، والمفروض أن يحترم كل منا مشاعر الآخر، لنجعل من العيش في المجتمع عيشا هنيّا. تصرفات كثيرة تعكس لا مبالاة فظيعة من قبل بعض من يعيش بيننا ويثير في نفوسنا العديد من الأسئلة.

سلوكيات غير حضارية بكل معنى الكلمة، لأنها وبكل بساطة تنم عن أنانية فظيعة وحبّ للذات وعدم اكتراث بمشاعر الآخرين، وبما يمكن أن تسببه لهم تلك السلوكيات من إزعاج وضيق وتبرم.

تصرفات غير مقتصرة على شخص معيّن، بل منتشرة كثيرا، نرى مثلا شخصا يتسوق ثم يحمل ما اشتراه في عربة إلى الخارج، وبكل عدم اكتراث ولا مبالاة، يترك عربة التسوق في مواقف ذوي الاحتياجات الخاصة، غير مبالٍ بما قد يسببه عمله هذا من إعاقة حقيقية للشخص الذي سوف يستخدم الموقف.

شخص آخر يوقف مركبته في المواقف العامة، محتلا مساحة مركبتين من دون اكتراث بما قد يسبب عمله من معاناة لسائق آخر يحاول إيجاد موقف لسيارته، وآخر يقود مركبته على الطرق الخارجية، ثم يفتح الشباك فجأة ليرمي بمخلّفات في الشارع، من دون أن يبالي بما قد يتسبب عمله من حوادث قاتلة للآخرين وتلوث للبيئة وتخريب لها.

شباب حديثو التخرّج يغرقون في بحر الديون لأنهم وبكل بساطة استسهلوا الاقتراض من البنوك لشراء تلك السيارة من أجل الرفاهية، متناسين واجباتهم الأسرية والاجتماعية، فترى تركيزهم منصبا على آخر صيحات التكنولوجيا والسيارات و«الموبايلات» والأدوات التقنية الأخرى، عوضا عن التركيز على أسرهم وعملهم.

ربّة منزل تحرص كل الحرص على نظافة منزلها، ولكنها لا تكترث برمي المخلّفات بطريقة غير حضارية خارج منزلها، وأخرى تحرص كل الحرص على تخزين كميات مبالغ فيها من الأطعمة في منزلها، فتشتري كميات هائلة من الطعام وكأن العالم مقبل على مجاعة!

طلاب وطالبات جامعيون في عمر الزهور، يحرصون على تقليد «الموضة» الغربية في السلوك والمظهر، غير آبهين بما قد يسببه هذا من أضرار بمظهرهم أو العادات والتقاليد الاجتماعية أو الهوية الوطنية، التي نحاول جاهدين حمايتها وحفظها للأجيال القادمة، أو حتى بما قد يسببه ذلك التقليد من تقليد آخرين لهم، كما تحرص البنات كل الحرص على الأناقة التامة والمظهر المبالغ فيه، وكأنهن يتهيأن للذهاب إلى حفل ساهر بينما يهملن واجباتهن الدراسية وكأنها آخر همهن.

شباب في عمر الزهور يتباهون بسلوكيات تعدّ مرفوضة اجتماعيا ودينيا، وعلى الرغم من رفض المجتمع لها، إلا أنهم يصرون عليها في تحدّ صارخ لمشاعر الآخرين!

مدير مسؤول يحرص كل الحرص على قضاء كافة احتياجاته الخاصة خلال دوامه الرسمي، من دون اكتراث بمسؤوليات العمل ومتطلبات المراجعين ومعاناتهم للوصول إليه، وآخر يستخدم سلطته ونفوذه في تعيين أصدقائه ومعارفه في وظائف عامة، من دون الاكتراث بالمعايير المهنية أو الكفاءة أو المؤهل.

تصرفات كثيرة كهذه تحدث أمامنا كل يوم، فتثير في نفوسنا الاشمئزاز أحيانا وعدم الارتياح أحيانا أخرى، خاصة عندما لا نكون قادرين على تغييرها أو القيام بشيء إزاءها، وعذر هؤلاء أنهم يملكون الحرية الشخصية، وبالتالي حرية التصرف، غير مدركين بأن حرية الشخص تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين.

بما أننا نعيش جميعا في مجتمع واحد، يتوجب علينا أن نحترم حريات الآخرين ومشاعرهم وأن نحترم عادات المجتمع ولا نخرج بعيدا عن الأعراف الجيدة الموضوعة، فما يحدث من سلوكيات كهذه مرفوضة، لأنها وبكل بساطة تسيء إلينا وإلى مشاعرنا وتظهرنا بمظهر مخزٍ أمام أنفسنا أولا قبل الآخرين.

هناك من يقول إن المجتمع الفاضل غير موجود أصلا على الأرض، وبأن هذه السلوكيات الفردية موجودة في كافة المجتمعات، ووجودها دليل على الحراك الموجود في المجتمع، نعم، هذا صحيح، ولكننا لا نريد ترك الحبل على الغارب، فأملنا أن مجتمعنا محصن بالدين والأخلاق، ولكن إذا ما تركت الأمور من دون تنظيم، فإن مجتمعنا مرشح لأن يصبح كبقية المجتمعات التي لا تملك نظاما أو قانونا اجتماعيا.

رابط دائم : https://nhar.tv/WDX2d
إعــــلانات
إعــــلانات