إعــــلانات

لمن اتخذوا مناصبهم وظيفا ورغيفا ليس إلا!

لمن اتخذوا مناصبهم وظيفا ورغيفا ليس إلا!

إن هذه الأسطر إنما جيء بها من أجل الإشارة إلى ظاهرة هي في أصلها إيجابية، لكنها في الواقع تنم عن حالة أصابت المسلمين، وهي كثرة بناء المساجد وقلة بناء الإنسان، وفي كل أرجاء بلدي العزيز حيثما تجولت، تجد مساجد كثيرة تبنى، ولا تجد مسافة طويلة بين مسجد وآخر، وكان من الممكن أن تكون هذه المساجد منابر لتوعية الناس ونشر الدين الصحيح والوعي المتزن.

لكن الواقع خلاف ذلك تماما، لأن المساجد بكثرتها صارت فارغة، وبعض الأئمة القائمين عليها يغطون في سبات عميق واتخذوا الإمامة وظيفا ورغيفا، إلا ثلة من الصالحين المصلحين، وصار كثير ممن يريدون القيام بمشاريع خيرية يبنون المساجد وهؤلاء لا لوم عليهم، فهم لم يجدوا من يرشدهم في كيفية إنفاق مالهم من أجل بناء الفرد، كتعليم اليتامى والفقراء وتشجيع المعلّمين والباحثين والعلماء.

فكم من عبقري مات في هذه البلاد وذبل لأنه لم يجد من يوصله إلى قمة العلم، وكم من باحث مخترع ترك البلاد وأنكر العباد لأنه لم يجد من يتبنى اختراعاته.

أخي المتبرع بمالك، إعلم أن المشكلة ليست في المساجد إنما في الفرد الذي يستثمر المسجد ويعمّره وينشر الدعوة، وأنت تعلم أن كثيرا من الأئمة يعانون من ضعف في العلم وتردّ في الدعوة.

فوجّه مالك لبناء الفرد الذي ينشر الخير ويعلم المسلمين، وأنت أيها الإمام: أنفض الغبار عن نفسك، وعلِّم نفسك، وكوِّن ذاتك.. فأنت في مقام عظيم.. وبعد هذا التنبيه، فقد تبين الخلل والزلل، واتضح سبيل الأولويات في حياتنا.

فلنغير تفكيرنا في المشاريع، فالأمة تحتاج إلى بناء الأفكار والاهتمام بالفرد قبل العدد، وليس من الصواب أن يتسارع الأغنياء والطيبون المنفقون إلى بناء المساجد فقط، بل يجب توجيه المنفقين إلى أولويات أخرى، فأبواب الخير كثيرة.

رابط دائم : https://nhar.tv/OxOsy
إعــــلانات
إعــــلانات