إعــــلانات

ماذا يلزمك كي تصبح السياحة فيك تنافس كبريات الدول والأقاليم؟!

ماذا يلزمك كي تصبح السياحة فيك تنافس كبريات الدول والأقاليم؟!

إن أغلب القطاعات في الجزائر تحسنت أحوالها بعد أن عرفت سقوطا ونهوضا ملحوظين عبر مساراتها الزمنية، إلا قطاع السياحة، فمنذ اللحظة التي هوت فيها أركانه، لم يُسمع له من بصيص أمل في أن يجدّد «جلده» ويقدّم نفسه للناس عن أن ما مرّ به مجرد كبوة فرس، أو يقف على رجليه من جديد حتى تعود الأمور إلى نصابها الحقيقي، ولو رجعنا قليلا إلى الوراء من أجل فهم مكمن الداء، لذهب الخيال بالجميع إلى أن ذلك يعود إلى سنوات الجمر، التي تكبدت فيها بلادنا الخسائر تلو الأخرى، سواء البشرية أو حتى المادية، وهذا طبعا تحصيل حاصل، وسبب وافٍ لدرجة الإقناع التام؛ لأن الأمن والاستقرار عاملين مهمّين في التنمية والتقدم.

ففي الأمم الأخرى، والتي بقيت مدنها التاريخية والأثرية ومركّباتها السياحية عبارة عن مِحجات شهرية وليست سنوية فقط لملايين الناس، تلحظ معي عزيزي القارئ بأن تلك النجاحات التي حققتها والاستقرار، لم يكونا من أجل سواد عيون الأجانب فقط، بل حتى على مستوى الأفراد أبناء تلك المناطق، وأن مربط الفرس هو توفير أهمية الخدمات بالدرجة الأولى ليس إلا.

إضافة إلى أهمية احترام المهنة وتوظيف الكفاءات بعد أطوار من التكوين والتلقين، ولا يتعلق الأمر بأسباب أخرى نظل نحن نعلّق عليها فشلنا في تحقيق تلك الأمنية أو هذه، فالسياحة هي إطار عام ومنظومة متكاملة، تبدأ من حجابة الاستقبال إلى الضغط على زر كهرباء النوم، وليست السياحة هي ملء استمارات الزبائن فقط وتوفير أماكن للراحة والأكل والشرب، ودليلنا عما نقول هو أن منتجعاتنا الداخلية وشبه المركّبات.

سارعت مؤخرا إلى عرض تخفيضات خيالية في الأسعار من أجل جلب أكبر عدد من الزوار، وهو إجراء وقائي عاجل لتدارك الأمور وإعادة السياحة الداخلية على أقل تقدير إلى سكتها الأصلية، في انتظار طبعا طرق وإجراءات أخرى لاستقدام السياح الأجانب.

والسؤال الجوهري هنا: ما دام أن الجزائر في هذه الفترة تحوز على درجة أفضل من ذي قبل من الاستقرار، فلماذا لا يعود النشاط السياحي إلى سابق عهده؟، وما الذي يحمله السائح الأجنبي في ذهنه عن هذا البلد المكتوي بمحنة من صنيع أبناء جلدته؟!، فلو لاحظنا بعضا من الدول مرّت بأزمات سياسية وحتى أمنية لسنوات.

وحينما استتب الأمن فيها، عاد النشاط السياحي بشكل تدريجى حتى وصل إلى أرقام خيالية، ونعطي مثالا هنا كالشقيقة تونس ولبنان ومصر.

وأكيد أن المتابع يشاطرني الرأي بأن هذه البلدان هي حلم الملايين اليوم، لماذا بقيت الأمور عندنا في الجزائر أسيرة الهيبة والخوف غير المبررين على الرغم من أن المادة الأولية موجودة؟!، أي أن الجزائر تحوز على مواقع أثرية هامة تعود حتى إلى ما قبل التاريخ، مثلما هو الأمر في «تمنطيط» بأدرار وفي كثير من المدن الجنوبية.

إذا المشكل لا يكمن في وجود هذه المعالم، بل في السياسة التي يُنظم بها هذا القطاع الهام وعلاقته بالقطاعات الأخرى، الداخلية أولا ثم العلاقات الخارجية التي تعدّ همزة الوصل التي تربط بين العرض والطلب حتى لا نقول النجاح والإخفاق.

أيلزمنا خبراء في هذا المجال حتى تصبح السياحة الجزائرية تنافس كبريات الأمم والأقاليم الأخرى؟! أكيد بأن الأمر يتطلب هذا النوع من الحلول، وألّا يكتفي القائمون على هذه الوزارة الهامة بالتركيز على السياحة الداخلية، حيث تتكاثر الحمامات المعدنية والمركّبات الصحية والشواطئ المحروسة؛ لأن الحديث كثُر عن هذه الملاذات شبه الهامة، نظير ما يشوبها من اختلالات ونقص في التسيير والتحكم، خاصة الجوانب التنظيمية ونقص النظافة، كما يصرح كل من لجأ إليها، ثم اقتنع بأنه لن يعود، بل لجأ الأغلب منهم إلى حمامات خارج الحدود!

رابط دائم : https://nhar.tv/8g7e6
إعــــلانات
إعــــلانات