إعــــلانات

معرض فني يبرز العمارة الجزائرية القديمة : الموروث الحضاري يستنجد بالمعنيين ويدعو الدولة لبعثه

بقلم زبير.ح
معرض فني يبرز العمارة الجزائرية القديمة : الموروث الحضاري يستنجد بالمعنيين ويدعو الدولة لبعثه

احتضن قصر ريّاس البحر بساحة الشهداء معرض العمارة في العاصمة، الذي انطلق مؤخرا، حيث حظي الزائر باكتشاف المحطات البارزة التي مرت بها العمارة بداية من العهد العثماني وحتى اليوم

مع التركيز على إبراز الشخصية المعمارية للعاصمة وأهم التحولات التي طرأت عليها.
وذكر الأستاذ يوسف كانون، مهندس بمدرسة الهندسة المعمارية والمشرف على المعرض، في كلمة له بالمناسبة، أن المعرض يسلط الضوء على المراحل الأربعة لعمارة مدينة الجزائر. وتمثل المرحلة الأولى العمارة في العهد العثماني، أما الثانية فتمتد لمائة عام بدءا من الاحتلال الفرنسي عام 1830 وحتى عام 1930. في حين تقع الفترة الثالثة بين عام 1930 و1962، وهي مرحلة الحداثة ونشأة الهندسة الحديثة في أوروبا. وتأتي المرحلة الرابعة منذ الاستقلال حتى اليوم.
وتحدث يوسف كانون عن مميزات المرحلة العثمانية التي تجسد الثقافة الجزائرية المتجانسة مع الطابع الهندسي الذي يراعي الخصوصية الإسلامية للشعب الجزائري، فكل منازل المدينة تطل على البحر وتنعم بضوء الشمس وتهتم بمراعاة حرمة الجار. وأشار كانون إلى أن المعرض عني بإظهار التراث والحضارة بجانبيها المدني والمعماري على نحو يعكس الهوية الجزائرية.
ومع دخول الفرنسيين ظهرت مدينة أخرى في العاصمة تعكس الثقافة الفرنسية، لتعيش المدينتان جنبا إلى جنب رغم اختلاف الهويتين. وعلى خلاف الطابع التقليدي لمدينة الجزائر انتشرت في المدينة الفرنسية الساحات العمومية. وبات واضحا للعيان اختلاف المدينتين من حيث الطراز المعماري والتقاليد. وأضاف أن الفرنسيين هدموا جزءا هاما من مدينة الجزائر وشيدوا مكانها من العمارة ما يعكس ثقافتهم الأوروبية.
ويشير المختصون إلى أنه، وبعد القرن التاسع عشر، لعبت الجزائر دورا هاما في الهندسة المعمارية، حيث ظهرت أهم النظريات الهندسية الحديثة عبر تجارب مختلفة قام بها المهندس الفرنسي كوربزيى، الذي أعد مشاريع معمارية للجزائر، ولم تنجز هذه المشاريع لضخامتها، رغم أن تصميماته ونظرياته المعمارية كانت بمثابة مدرسة ومصدر إلهام للمهندسين.
من جهته، نبه أحد المشرفين على المعرض إلى أهمية التوظيف الجيد للعراقة العمرانية للعاصمة، مشيرا في هذا الصدد إلى ضرورة تحرك مؤسسات الدولة لإنعاش وحماية الموروث الحضاري المميز. واعتبر أن الجزائر تمتلك مخزونا ثريا في هذا المجال، داعيا إلى توعية الناشئة بالتاريخ العمراني لبلادهم.
واستشهد البعض الآخر من زائري المعرض بمقولة ابن خلدون الذي تطرق في القرن الرابع عشر إلى أهمية دور قصر الريّاس المبني بقلب العاصمة في منح رخص العبور للسفن في البحر المتوسط. وهو ما يبرز أهمية العمارة والبناء الحضاري حتى في المجال الأمني.

رابط دائم : https://nhar.tv/x41zl
إعــــلانات
إعــــلانات