إعــــلانات

مع بداية الفصل الدراسي الأخير.. تخلصوا من الغش واحسنوا التفكير

مع بداية الفصل الدراسي الأخير.. تخلصوا من الغش واحسنوا التفكير

تعدّ ظاهرة الغش في الوسط المدرسي من المشاكل التي تنخر العملية التربوية، وهذه الظاهرة يجب التصدي لها بكل الوسائل الناجحة، وهي تلك التي يكون المتعلّم محورها وطرفا فيها.

إن المتعلّم بصفته محور العملية، لا يمكن أن نحمّله النتيجة من دون مراعاة للأسباب، لأنه قبل الخوض في كل مشروع تربوي، يجب أن نستحضر كل المرجعيات النظرية المؤطرة لهذه العملية، والملاحظ أنه حينما يتم الحديث عن الغش في القسم، يتم الحديث عن المتعلّم «متهما»، في حين تتم تبرئة كل الأطراف الأخرى المساهمة في العملية، من أسرة ومدرّس، مع العلم أن هذه الأطراف تبقى مساهمة في كل أطوار العملية من مدخلاتها إلى مخرجاتها، إما بصفة مباشرة أو غير مباشرة.

تساهم الأسرة بصفتها المتدخّل الأول في العملية بقسط وفير في تنامي هذه الظاهرة، حيث أن الأبوين عوض أن يلعبا دور الموجه والمرشد، يفضّلان دور «الجلاد» الذي يعاقب كلما أخطأ هذا المتعلّم، حيث يُسأل حين دخوله المنزل ما هي العلامة التي تحصلت عليها؟، عوض أن يوجه السؤال على النحو التالي: ماذا درستم اليوم في المادة كذا؟، حيث يضطر المتعلم من حيث لا يشعر إلى أن يسترجع مكتسباته، وهذا يساعده كثيرا في البقاء على اتصال بالقسم. وهذه الطريقة تساعده في تيسير عملية التعلّم، ثم إنه يتجاوز تلك «العصا» التي تهدده دائما.

ومن جهة أخرى، فمن الآباء من يُشعر ابنه أنه مجرد مشروع استثماري يجب أن يعود بالنفع، حيث تجده يحاسبه بقوله: أصرف عليك نقودا كثيرة لتحصل على هذا المعدل؟، متناسيا أنه واجبه، إضافة إلى هذا كله، فالمتعلّم في هذه الحالة يجد أن المعدلات هي الغاية الأسمى، وأنه لا أهمية للوسيلة، حيث تبقى النتيجة إرضاء الأسرة بأيّ طريقة.

من جانب آخر، فإن المدرّس يساهم بالقسط الوفير في تنامي هذه الظاهرة، لأنه يخلق هالة تشتت انتباه المتعلّم عند إجراء الاختبار، «إياكم والغش.. سأفعل كذا وكذا إن غشّ أحدكم»، إلى درجة أن يتركز انتباه المتعلمين على أنه ليس اختبارا معرفيا، بل «يوم حساب»، وكذلك الشأن في عملية التصحيح، حيث يركز على الأخطاء المشتركة لا على تعثرات المتعلمين، ويحاول معالجتها، ليقف عند مكامن الخلل في الممارسة المهنية.

إن المدرّس بصفته قائدا يجب أن يكون مربيا ومرشدا لا محاكما جلادا، وعليه أن يقف عند تعثرات التلاميذ لا أن يختصرهم في مجرد أرقام يمكن أن تعكس قيمة المتعلّم، لأن الجانب السيكولوجي للمتعلم قد لا يكون مستقرا، بسبب ما تعرض له من ضغوطات في المنزل، وقبل إجراء الاختبار.

يبقى واجبا علينا أن ننظر إلى عملية التقويم نظرة مغايرة للنظرات التقليدية، حيث يكون المتعلم وسيلة للتحصل على النقاط، والأحرى أن يكتسب آليات التعلّم التي قد تسهّل عملية تعلّمه مستقبلا، وتحقيق التواصل يبقى أمرا ضروريا بين كل الأطراف للوقوف عند نقاط القوة والضعف لمعالجتها في ظل مقاربة تشاركية تراعي أهمية قدرة المتعلم واحترام رغباته.

رابط دائم : https://nhar.tv/akcGL
إعــــلانات
إعــــلانات