مهنيون يأسفون لوجود فراغ قانوني في مجال مكافحة التقليد

اعرب مشاركون في ملتقى دولي حول التقليد اليوم الاثنين بالجزائر العاصمة عن اسفهم “للثغرات” القانونية التي تعيق المكافحة “الفعالة” لهذه الظاهرة داعين الى اعداد نص قانوني خاص لمواجهة ذلك. في هذا الصدد اكد نوفل حسيني محامي مختص في الملكية الفكرية ان “هناك ثغرات وفراغ  قانوني” في مجال مكافحة هذه الظاهرة العابرة للاوطان رغم توقيع الجزائر لعديد الاتفاقيات في مجال حماية العلامة. كما انتقد ذات المحامي بطء الاجراءات المتعلقة بمكافحة التقليد على مستوى المحاكم معتبرا ان تلك الشكليات تاخذ في بعض الحالات اكثر من اربع سنوات مما يؤدي الى خسائر لاصحاب العلامة. يضاف الى ذلك -حسب السيد حسيني- ان القضاة المكلفين بهذا النوع من القضايا غير مختصين في مجال الملكية الفكرية للتعرف على جميع الطرق العملية التي يتبعها المقلدون. و اكد في هذا الاطار على ضرورة وضع نص قانوني خاص يعده جميع المتدخلين في مسار مكافحة هذه الظاهرة التي اخذت في السنوات الاخيرة ابعادا خطيرة في الجزائر. و سبق للمديرية العامة للجمارك ان طلبت من السلطات العمومية اعداد قانون خاص يحدد بوضوح التقليد و الجهات الفاعلة المكلفة بمواجهة الظاهرة و مجال تدخل كل الفاعلين و العقوبات التي يجب تسليطها. و ستتنصب قريبا لجنة وزارية مشتركة تضم كلا من الجمارك و القطاع التجارى و الامن الوطني و الدرك الوطني و ذلك من اجل اعداد هذا النص القانوني. اما المدير العام للهيئة الجزائرية للتصديق نور الدين بوديسة فقد اشار الى ضرورة ارفاق النظام القانوني في مجال مكافحة التقليد بهيئة حقيقية ذات نوعية تسمح بتحديد مطابقة او عدم مطابقة منتوج معين. كما اكد انه “لا يمكن الحديث عن مكافحة للتقليد دون هيئة ذات نوعية الغائبة حتى الان في الجزائر” معربا عن اسفه لعدم توفر ادوات القياس مثل علم التقييس ومخابر التجارب الضرورية من اجل تحديد نوعية المنتجات. و اضاف السيد بوديسة ان “الهياكل ذات النوعية في الجزائر على غرار المعهد الوطني للملكية الفكرية و المؤسسة الوطنية للمراقبة التقنية و المعهد الجزائري للتقييس بحاجة حقيقية للتاهيل من اجل اداء مهامهم على اكمل وجه”. و كانت الجمارك الجزائرية قد حجزت خلال سنة 2013 اكثر من 378208 منتجا مقلدا مقابل 781653 مادة سنة 2012 اي بانخفاض بنسبة 6ر51 % الا ان  ذلك لا يعكس تراجعا لظاهرة التقليد. كما حجزت ذات الهيئة اكثر من سبعة ملايين منتجا مقلدا خلال السنوات السبع الاخيرة اي بمعدل مليون منتج سنويا.