إعــــلانات

وقائع وأحداث ستغدو روائع خالدة لو وجدت من يهتم بها

وقائع وأحداث ستغدو روائع خالدة لو وجدت من يهتم بها

آلاف القصص والوقائع يغصّ بها الواقع الجزائري على الرغم من مأساويتها، ورغم ذلك قلّما نجد لها بصمات داخل «الفن السابع»، وحسب رأيي الشخصي، فإن ذلك يعود إلى قلة الإمكانات المتاحة لأجيال جديدة متعاقبة من المخرجين الشباب، الذين ظلّت الوصايا تنظر إليهم عن أنهم في كامل الأحوال هواة ولن يرتقوا إلى مصاف المخرجين الكبار المحترفين.

حتى ولو بلغوا من العمر والتجربة عتيا، وحين نذكر الإمكانات، فهي هبة متعددة الأوجه، ليس فقط على مستوى الأجهزة الحديثة وهذا مطلب أساسي وجب توفيره، لأنه ولا أحد أصبح ينتج أفلاما على طريقة القرن الماضي، بل حتى في العلاقات التي تفتح طريقا وسط البحر كما يقول المثل الشعبي.

لأن مخرجين كبارا عرفناهم لا يملكون إلا هذا النوع من العلاقات، التي تيسر لهم كل شيء في طول الجزائر وعرضها من فنادق راقية إلى مدن محجوزة بأكملها، وفي النهاية، تكتشف أن الأمر لا يتعلق إلا بعمل لا يرتقي إلى المستوى المطلوب.

في المقابل، هناك طموحات لبعض الشباب رأيناهم والتقيناهم باستطاعتهم أن يرتقوا إلى العالمية لو وجدوا وعثروا على منافذ البروز والخروج إلى العلن؟، وهذا كله نتيجة الرؤية السياسية للفن السينمائي في الجزائر، والذي رافقته طلبات ملحّة على إعادة النظر في الخارطة السينمائية والإنتاجية.

لكن ورغم أحقية المشروع يوم فتح المجال لأعمال تصنف بالسينما البديلة في الجزائر، سرعان ما انطفأ بريقها، لأنها جاءت في ظرف جد سريع وعلى مقاس «الأدب الاستعجالي»، حيث دخل الكل وركب هذه الموجة فرادى وجماعات، وحسبي أن الخطأ يترجمه شقّان، الأول يتعلق بنوعية لجان الفرز، حيث أوكلت المهمة لأسماء تاريخها في هذا المجال غير بريء، والثانية أن الجزائر في حاجة ماسة إلى مواكبة عين العصر، أي كل ما تعلق بمخلفات «العشرية السوداء».

فغـُضّ الطرف عن أعمال أخرى تتطرق إلى كثير من الحالات الاجتماعية المتواجدة بقوة في خيال الفرد الجزائري، كالخيانة الزوجية والطلاق والعنف ضد المرأة، ناهيك عن أن بعض الأعمال لم تخرج من العاصمية، نسبة إلى الجزائر العاصمة وضواحيها، بل هناك أعمال قد تصبح عالمية حتى ولو نُقلت من دشرة أو حيّ يقع في بلدية نائية، سواء من الجلفة أو سعيدة أو الطارف.

لقد شاهدت مرة كيف أن مخرجا شابا من المغرب فاز بجائزة عالمية محترمة، وهو ينقل حادثة بسيطة من حي قصديري، لكن برؤية وبأفكار محترفة، وأقصد بالاحتراف هنا، ليس عمر التجربة ولكن احترافية الفكر والطرح، وتساءلت ألا توجد في الجزائر تجارب مماثلة ومادة سينمائية بمقدورها أن ترقى إلى مصاف العالمية لو حدث وأن وقعت بين أيدي من ينقلها ويحوّلها إلى ذلك؟!.

لماذا ظلّت السينما الجديدة عندنا تتراوح فقط بين الثورة أو تقليد بعض أفلام الغرف والصالونات، وتشريح بعض المشاكل الاجتماعية التي هي بعيدة كل البعد عن الواقع الحقيقي؟، وهذا موضوع آخر أو قل إن ظل بين أيدي مخرجين يعيشون في الخارج وغالبا ما ينتجون لنا أفلاما سينمائية مشتركة، تتبعها دوما شكوك وجدالات عقيمة.

لماذا لا توجد خصوصية جزائرية صرفة؟، لأن خلود السينما الواقعية ذات البعد الإنساني، أثبتت مع مرور الحقب نجاعتها وفاعليتها، والمقصود بالواقعية هي تلك الأحداث المنقولة من قلب الواقع اليومي، ولكن بقوالب فنية ستحولها حتما إلى روائع خالدة، سيحدث هذا طبعا إذا فهمت الوصاية عندنا وعملت على فكّ هذا النوع من الاحتكارية، لكن هذا لا يعني أن تموت وتحيا الأعمال بأوامر منها، فلا بد لها من ترك المجال لأجيال هي أكيد لها رؤى وتصورات جديدة.

رابط دائم : https://nhar.tv/EEWs3
إعــــلانات
إعــــلانات