إعــــلانات

يوم لا ينفع لا مال ولا مركبات تبقى النفس غالية

يوم لا ينفع لا مال ولا مركبات تبقى النفس غالية

اقرأ واعتبر من حادثة «عياش»

سوف تبقى واقعة «عياش محجوبي» بأم الشمل واحدة من المواعظ وعبرة ناصعة في تاريخ الجزائر، لأنها ألمّت وأحاطت بعدة عناصر، نذكر على سبيل المثال منها التلاحم الشعبي، والتآزر الذي لا يزال عضدا قائما في نفوس كل الجزائريين.

من جهة، فقد فسرت هذه الحادثة عن أن الفرد في الجزائر العميقة، لا يزال يتذوق في يومياته مرارة الشجن والحسرة بل فقدان الأمل، وأن الغالبية العظمى لا تشعر بمواطنتها ومحرومة من أبسط حقوقها، والأكثر من ذلك ما تزال تتكبد بدائية العيش في زمن الأنترنيت والثقافة الرقمية.

وكأن بالفوارق الاجتماعية قدر محتوم، كان ولابد من تقبّلها وتجرعها، لأنها واقع صرِف، ومادام أن هذا الفرد لا يستطيع أن يكون مكتفيا ذاتيا فكيف له أن يفكر في مسائل أخرى كالزواج والعمل القار والدخل الضامن لحاجياته؟

زيادة عن هذا فقد بيّنت الحادثة أن الجزائر كدولة وأجهزة ومؤسسات لا تزال بعيدة كل البعد عن تغطية ومواكبة حتى لا نقول صد، ومواجهة الأخطار من حولها، وبالطرق الأسرع والأنجع.

فالزمن عامل مهم في إيفاد الحلول، ونقصد أنه لو كانت دولتنا تتوفر على معدات وأحدث التقنيات في مجابهة الكوارث، لما بقي واحدا مثل «عياش» ثمانية أيام كاملة تحت الأنقاض، يصارع ألمه داخل أنبوب لم يجد من منقذ له، إلا وهو جثة هامدة.

وقـد شاهد الجزائريون كم من حالة مماثلة في العالم تم إنقاذها خلال سويعات. العبرة في حكاية «عياش» كذلك، أظهرت أن الإنسان دائما وأبدا هو الأصل، يوم لا ينفع مال ولا مركبات.

فالنفس غالية عند الجميع وبعدها تهون كل المغريات، لها التاريخ بأحرف من ذهب سوف تظل حاملة لعدة معاني في الحياة الدنيا إلا من أبى وتجبر، فهي درس سماوي للأفراد أنفسهم بعيدا عن شيء اسمه أجل وكتاب.

ثم أضف بالقول إن الحادثة نفسها هي تحذير رباني ظاهر لكل من يعتقد نفسه أنه خارج المواطنة و بإمكانه أن يدوس على رقاب الجميع، ويجعل منهم عبيدا وخدما، أي لأولئك المتجبرين والبارونات ممن عاثوا فسادا في طول وعرض هذا الوطن، وجعلوا من مآسي الغالبية حتما مقضيا.

حادثة مثل هذه صفعة لمرؤوسينا حتى تستيقظ ضمائرهم المشلولة، حتى لا نقول الميتة في أداء مسؤولياتهم على أكمل وجه، وما ربك بغافل عما تفعلون.

رابط دائم : https://nhar.tv/Y9qL5
إعــــلانات
إعــــلانات