إعــــلانات

الحلقة13 : وفاة “ليلى”

بقلم النهار
الحلقة13 :  وفاة “ليلى”

تواصل صفية حديثها على ابنتها:
لقد كانت تكلمني عبر هاتفها وهي تقول:
- أمي إنه يلاحقني بالمسدس…
– قلت لها اهربي ..
كانت رفقة ابن أختها الذي كان شاهدا على الحادثة حيث هربت منه وعلى إثرها تعرضت لحادث مرور أودى بحياتها وكاد أن يؤدي بحياة الطفل، غير أن مشيئة الله كتبت له الحياة ليكون شاهدا على الحادثة.
ما زال مشهد “ليلى” وهي ممددة على سرير الموت محفورا في ذاكرتها…  
وكلما تنظر إلى الطفلة تتذكر ملامح ابنتها وتقول بداخلها كان قرارا صائبا من “ليلى” أن احتفظت بالطفلة، بعد أن طلب منها “كمال” أن تجهض حملها،  وذلك بعد أن عاود الخلاف بالظهور من جديد، وأصبحت الحياة بينهما أكثر تعقيدا… والهدوء الذي غمر البيت في الأسابيع الأولى لحملها لم يستمر.  
ولكن الخوف من الله كان أقوى من الوعد والشعور بالأمومة طغى على كل تفكيرها ومواقفها…
شهران من السجن انقضت، قضتها الجدة بأيامها ولياليها التي كانت ستكون ثقيلة ومتعبة، لولا وجود الطبيبة “نادية” بجانبها، حيث توطدت العلاقة بين”صفية” و”نادية” وتشكلت صداقة متينة بين الطبيبة الشابة وعائلة صفية، واعتبرت “نادية” أن قضية “صفية” هي قضية الجميع، إذا ما تعلق الأمر بتنصير فتاة بريئة كانت ضحية عناد والديها، وتواطؤ جهات أخرى في الموضوع…
وفكرت “نادية” في أن تتصل بصديقتها المحامية في العاصمة وعرضت عليها الموضوع.
– ألو “فاطمة” قضية خطيرة، وموضوع يستحق أن يطرح
– أي موضوع؟
– لا ينفع الحديث عبر الهاتف، سأحضر إلى مكتبك، فأنا في العاصمة بمناسبة أيام دراسية حول الإسعافات الأولية… وسنتحدث في الأمر
– حسنا، أنا في انتظارك فاليوم ليس لدي استقبال، لنتمكن من الحديث بحرية أكبر..
قصت “نادية” على المحامية تفاصيل القصة، ودون أي تردد قبلت “فاطمة” أن ترافع في القضية..
ومباشرة حجزت على طائرة “وهران” والتقت بعائلة الفتاة…
لتبدأ معركتها في المحاكم، بين رفع الدعوى والاستئناف بين محكمة وهران ومحاكم العاصمة إلى غاية المحكمة العليا…
أما “كمال” فلم يكتب لـه أن يعرف أن الفتاة هي ابنته إلا بعد أن وقع الخلاف بين “ليلى” والرجل الفرنسي، حين لم تجد أحدا يقف إلى جانبها، ويثبت نسب الفتاة فلجأت إلى كمال وأخبرته بالحقيقة…
وكان مترددا في تصديقها، غير أن وفاة “ليلى” هزه وأرغمه على إعادة النظر في شكه، وحاول أن يتصالح مع الماضي ومع نفسه وهو يرى مدى الشبه بينه وبين “صفية … وبعد أخذ ورد مع نفسه قرر دخول هذه المعادلة وإنقاذ الطفلة من المصير المجهول… ودخل بدوره في حرب قضائية.

رابط دائم : https://nhar.tv/5N4Ma
إعــــلانات
إعــــلانات