إعــــلانات

من يشتري أمي إنها للبيع

من يشتري أمي إنها للبيع

يبدو أن العنوان فيه شيء من الحيرة والتعجب لكل من يقرأه، فأقول لكم جميعا تمهلوا وسوف يتبين لكم الخيط الأبيض من الأسود.

ولتعلموا جميعا أن أمي الغالية من سأعرضها للبيع، ولكن لن يقدر أحد على ثمنها، لأنها لا تقدر بثمن والعبرة لمن يعتبر.

منذ ثلاث سنوات، تتردد على مساعي هذه العبارة «شوف حل ليماك»، «أوجد حلا لوالدتك»، أسمع هذه العبارة آناء الليل وأطراف النهار.

فزوجتي لا يهنأ لها بال ولا ترتاح مادامت والدتي تتحرك ولا تزال حتى الآن تتنفس، فإذا غابت عن البيت لزيارة بناتها أو الأقارب تنفست زوجتي ملء رئتيها وأشرق وجهها العابس.

كل هذا لأنها لا تحب أمي الطيبة المسالمة، من أقيم في بيتها وتصرف معاشها علينا وتسدد كل الفواتير رغبة في مساعدتي ورهبة من زوجتي.

بالرغم من ذلك وجودها لا يروق لها، ولأنني لم أعنف هذه المرأة الظالمة، فإنها استرسلت في طلبها.

فما كان مني سوى أن أخبرتها أنني سأبيع والدتي وسوف أضع إعلانا عبر الجريدة لمن يريد أن يشتري، وبالفعل أقدمت على هذه الخطوة.

وأغتم الفرصة لأوجه الكلام لزوجتي ومن خلال هذا المنبر عسى أن يكون وقعه فعالا على كل النساء من اللواتي يفكرن بنفس الطريقة فأقول لها:

إذا كان عقلك القاصر يُخيل لك أنني سأتخلى عن والدتي، فاعلمي أن شرب ماء المحيط الهادي بالنسبة إليك أسهل وأوهن من تحقيق هذه الغاية.

وإذا تبادر إلى ذهنك أنني صامت لأنني جبان، فلتعملي أن ما أفعله مزاج رائق ولم أستمع لكلامك أبدا بجدية، فلو فعلت لكنت اليوم في بيت أهلك مطلقة.

لو سمعت منك هذا الكلام مرة أخرى أقسم بالذي خلقني وسواني رجلا أن ألقي عليك اليمين وسأحّرمك إلى يوم الدين.. هذا وكفى.

رابط دائم : https://nhar.tv/UktYW
إعــــلانات
إعــــلانات