واغادودغو عاصمة الفقر المدقع، البطالة، البؤس وسكانها يفتقدون لأدنى ضروريات المعيشة

تعتبر مدينة واغادوغوا أحد أكبر عواصم إفريقيا التي يعاني سكانها من فقر مدقع والبطالة فضلا عن البؤوس والحرمان التي يعاني منها الشعب البوركينابي عامة، فبمجرد وصولنا إلى المدينة تبين لنا حجم المعاناة التي تعترض طريق البروركينابيين الذين يفتقدون لمختلف أدنى ضروريات الحياة التي يحتاج إليها الإنسان يوميا.صادفتنا أجواء غير اعتيادية بعد وصولنا في الساعات الأولى من صباح أمس إلى مطار واغادوغو وكانت توحي منذ الوهلة الأولى بأن نمط المعيشة يختلف تماما على ما يتصوره العقل البشري، لا عمل دائم ولا سكن لائق ولا مستقبل واضح ينتظر الأطفال الذين حرم عدد كبير منهم من الدراسة بسبب حالة الفقر الذي يعانون منه، وهو الأمر الذي حتم عليهم البحث عن أسلوب معيشة آخر مثلما قاله لنا أب أحد الأطفال الذي يشتغل في بيع الفواكه:«ليس لديه مستقبل مثل أقرانه في البلدان الأخرى، هو يساعدني في عملي من أجل سد رمق العائلة وهو أمر محتم عليه لأنه سيكبر ويصبح رب أسرة.
التجارة مصدر رزق سكان واغادوغوا والأسواق الشعبية المكان الوحيد لضمان العيش
يشتغل أغلبية البوركينابيين في التجارة التي تعتبر مصدر رزقهم الأول والأخير في البلاد التي تعتمد بدرجة أولى على الزراعة في اقتصادها، فتجدهم يأخذون من أرصفة المدينة مكانا لهم من أجل عرض مختلف سلعهم للبيع على غرار الفواكه والخضر والأسواق الشعبية التي تعتبر المكان المفضل والوحيد لضمان رمق العيش حسبما صرح به مختلف التجار الذين تحدثت معهم «النهار» على غرار التاجر محمود الذي قال:« لا مكان عمل لدينا ومن يريد كسب لقمة عيشه ما عليه إلا قصد السوق والاشتغال في التجارة، السلطات سمحت لنا بإنشاء هذه الأسواق الشعبية لأنها تعرف حجم المعاناة»، هذا وفضل بعض البوركينابيين الاشتغال في النقل حيث يستخدمون فيها وسائل جد بدائية على غرار عربة الحمير والدرجات الهوائية، فضلا عن الدرجات النارية التي تعتبر سمة النقل البارزة في واغادوغوا، حيث يتواجد سائقوا الدرجات النارية بكثرة ويعرضون على المارة إيصالهم إلى المكان الذي يريدون التوجه إليه بقيمة مالية رخيسة ويلحون على ذلك في محاولة منهم لكسب ود الزبون.
البوركينابيون همهم الوحيد الحصول على النقود وكل مصنوع مبيوع
يستعمل البوركينابيون كل الطرق من أجل الحصول على قطع نقدية معدودة تسمح لهم بسد رمقهم وضمان لقمة عيشهم خصوصا فئة الشباب الذين يبتدعون طرقا كثيرة من أجل لفت انتباه المارة وكسب اهتمامهم للاستفسار عن المنتوجات التي يعرضونها للبيع، مثل شرائح الهواتف النقالة والألبسة، فضلا عن المضايقات التي يتعرض لها الأجانب أمام مداخل الفنادق التي يقيمون فيها، خصوصا وأنهم يمثلون الفئة الأكثر قصدا من طرف الباعة المتجولين الذين يتاجرون في كل الأشياء سواء الرخيسة مثل الهواتف النقالة والألبسة وحتى السيوف والخناجر، أوالثمينة كالذهب والفضة اللذين يعتبران أهم السلع في السوق السوداء.
الجمعة يوم مقدس في بوركينافاسو والمسلمون يقصدون المساجد ساعات قبل الصلاة
يعتبر يوم الجمعة يوما مقدسا لدى المسلمين في بوركينافاسو والذين يمثلون نسبة 70 بالمئة من إجمالي عدد سكان البلد على غرار كافة البلدان الإسلامية، حيث يتأهب المسلمون لصلاة الجمعة ساعات قبل موعدها من أجل قصد المساجد لتأدية الفريضة تاركين كل الأمور الدنيوية مثل العمل، وهوالأمر الذي رصدته بعثة «النهار» التي زارت أحد مساجد العاصمة البوركينابية الذي كان مكتظا عن آخره بالمصلين، ورغم حجم مساحته الكبيرة إلا أن المكان لم يكف لجميع المصلين.
أجواء حارة في واغادوغوا والرطوبة عالية
تعرف بوركينافاسو هذه الأيام موجة حر شديدة بلغت أمس 35 درجة مئوية صباحا ورطوبة عالية، وهوالأمر الذي يعتبر عاديا لأن شهر أكتوبر يتزامن من بداية موسم الصيف في البلد الذي يتميز مناخه بفصلي الشتاء الذي يمتد من شهر ماي إلى غاية أكتوبر تتخلله أمطار كثيفة وحرارة منخفضة، وفصل الصيف من شهر أكتوبر إلى غاية نهاية شهر أفريل الذي يعرف ارتفاعا كبيرا في درجة الحرارة تقارب غالبا 40 درجة مئوية