سأغادر محطتي لكي أبدأ حياتي هل فمهت غايتي؟

امرأة متميزة تملك شقة تسعى لكي تتحرر من الوحدة

تهرب الكلمات من على طرف لساني وتختلط العبارات، ولا أجد مخرجا لهذا الزحام الذي يجثم على صدري، أشعر بثقل كبير وغصة تحرمني من العيش ككل النساء، فأنا في نظر الجميع المرأة التي تملك كل شيء من متاع الدنيا في نظرهم.

امرأة حباها الله بمختلف أنواع النعم، هي الصورة الظاهرة للعيان ولكن الجانب الخفي من حياتي وحده الله من يعلم بتفاصيله، ومدى الألم الذي يكاد يفتك بي من شدة الوحدة والقهر.
حنين اسمي، في سن الـ 40، بالرغم من أنني بلغت درجة كبيرة من النضج والوعي والخبرة في الحياة، إلا أنني لم أتمكن من تكوين أسرة تنعم بالسلام والوئام، ربما لأن قدري المكتوب سجل عليه مروري بهذه المحطة فلا حيلة لي ولا مفر مما أراده الله.
مطلقة من دون أولاد، موظفة مستقرة ولله الحمد والمنة، أملك شقة جميلة بكل توابعها، مرتاحة من الناحية المادية ولكنني عكس ذلك معنويا، فهل يمكننكم تصور حياتي حين أقضي جل الأوقات، أقلب رأسي تارة إلى اليمين وأخرى إلى اليسار أنظر إلى الجدران وألوانها الباهتة، وإذا غيرت نظري اصطدم بلون الستائر الأجوري الذي لم يعد يغريني ولا يبعث السرور في نفسي، لقد كان لوني المفضل ـ كل شيء أضحى باهتا بلا طعم ولا لون ولا رائحة، ربما لأنني تنكرت للعرف والسنة وقلت لن أعيد الكرة، لكنني اليوم أيقنت بأنه يجب علي الانتقال من هذه المحطة، أن أهجر الوحدة نحو حياة المحبة والمودة.
من يريد أن يكون لي رفيق درب أشترط أن يكون عامل مستقرن يفهم جيدا ويدرك أن القوامة له، لأن الله جعل هذه الميزة للرجال بما انفقوا، أريد زوجا يعينني لا يعول علي، يريحني لا يزيد من متاعب حياتي، يفهمني ولا يتطلب مني حتى أنقل له أفكاري أن أستعمل الورقة والقلم، وأسهب وأطنب في الشرح والتفصيل، فإذا كان سنك ما بين 41 الى 52 سنة، مطلق أو أرمل لديك طفلين على الأكثر فلتسرع لكي نشق سويا مشوار العمر، للعلم لا يمهني مكان تواجدك أقبلك من أية مدينة داخل الوطن.