يلازمني بتأنيب الضمير.. فكيف الخلاص من هذا الشعور  

يلازمني بتأنيب الضمير.. فكيف الخلاص من هذا الشعور  

السلام عليكم ورحمة الله، أتمنى أن يكون الكل بخير. أما أنا فصدقوني إن قلت لكم أنني أتعذب بالرغم من أني لم أؤذي أي شخص. بل هو ذنب اقترفته في الماضي، والحمد لله ستر الله عليّ، وهذه الأمر مرّ عليه سنوات. والحمد لله تبت توبة صادقة، وليس لي أي نية في العودة إلى تلك الدوامة، لكن تأنيب الضمير لا يفارقني. خاصة حين أجتمع بأهلي وأجلس معهم، أشعر بالخجل وكأنني خنت ثقتهم، علما أن لا أحد عرف ما فعلته. وهذا الشعور جعلني أتجنب الجلوس معهم، لاحظوا عليّ ذلك ودوما يسألونني عن السبب ويعتقدون أنني منزعجٌ منهم. فأجدهم يعملون المستحيل من أجل إرضائي، وهذا ما يزيد من عذابي.

سيدتي، أتمنى التخلص من هذا الشعور. وأحسن علاقتي بنفسي وثم بأهلي، خاصة أنني الابن الوحيد بعد ثلاث بنات والكل يعول عليّ في البيت. فماذا عليّ أفعل، أفيدوني جزآكم الله خيرا.

حمزة من الوسط

الــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرد:

وعليكم السلام ورحمة الله، قرأت رسالتك، وقرأت بين سطورها صدقا كبيرا. فأنت حتى وإن تبت بقيت تتعذب لأنك شعرت وكأنك خنت ثقة أهلك، لكن الحمد لله الذي هداك وستر عليك. وهذه هدية من المولى لترمي الماضي وراء ظهرك، وتتطلع لمستقبل صافٍ وواعد بحول الله، فما حدث أصبح من الماضي. فهل ابتعادك عن أهلك وعدم جلوسك معهم، سيغير شيء؟ بالطبع لا. فإذا كان الله ستر عليك، لماذا تجلب لنفسك كل هذا العناء.

أخي الفاضل، إن الله يمنح التائبين منحة عظيمة. قال تعالى: “إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا”. وأنت الحمد لله، تبت وندمت وليس لديك أي نية للعودة إليه، لذا حاول أن تهون على نفسك قليلا. وأن تتوقف عن عرض الماضي أمامك، فلا تفكر كثيراً في الذنب، بل فكر في التقرب من الله بالعمل الصالح. وإياك أن تضعُف وتفضح ما ستر الله، اجلس مع أهلك، وشاركهم كل الأوقات الجميلة والعصيبة، خاصة أنهم يعولون عليك كثيرا. وسوف تُخفف بالتأكيد من مشاعرك السلبية تجاه نفسك، اهتم بعملك أو دراستك، لا أعلم ماذا. لكن لا تترك الفراغ يعود بك إلى ذلك النفق، وبالتوفيق إن شاء الله.

طالع أيضا :

زوجة صالحة أمينة تبعث في قلبي السكينة

📌📌 يتيح لكم تطبيق النهار الإطلاع على آخبار العاجلة وأهم الأحداث الوطنية.. العربية والعالمية فور حدوثها