ليلة القدر خير من ألف شهر.. طوبى لمن حازها ونالها وفاز بها

ليلة القدر، هي الليلة الوترية التي تأتي في العشر الأواخر من رمضان. عظيمة هي وقوية أبعادها لكل مؤمن تحراها و تقفى أثرها وأحسّ بقيمتها المعنوية وأثرها الكبير على إستجلاب البركة لحياته.
فطوبى لمن تحرّاها، وطوبى لمن أقامها، وطوبى لمن طلب العفو فيها، ولمن أدركها، هي ليلة “خير من ألف شهر”، تتنزل الملائكة فيها لتُبشر، ليلة السلام والاطمئنان “حتى مطلع الفجر”، ولهذا خصها الله تعالى بمجموعة من الخصائص ذكر منها:

1/- نزل فيها القرآن، حيث قال ابن عباس وغيره: أنزل الله القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة من السماء الدنيا، ثم نزل مفصلاً بحسب الوقائع في ثلاث وعشرين سنة على رسول الله.
2/- وصْفها بأنها خير من ألف شهر في قوله: “ليلة القدر خير من ألف شهر” في سورة القدر.
3/- ووصفها بأنها مباركة في قوله: “إنا أنزلناه في ليلة مباركة” .
4/- ليلة تتنزل فيها الملائكة، والروح، أي يكثر تنزّل الملائكة في هذه الليلة لكثرة بركتها، والملائكة يتنزّلون مع تنزل البركة والرحمة، كما يتنزّلون عند تلاوة القرآن، ويحيطون بحلق الذّكر، ويضعون أجنحتهم لطالب العلم بصدق تعظيماً له.
5/- هي ليلة السلام، أي سالمة لا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سوءا أو يعمل فيها أذى، وتكثر فيها السلامة من العقاب والعذاب بما يقوم العبد من طاعة الله عز وجل.
6/- “فيها يفرق كل أمر حكيم”، أي يفصل من اللوح المحفوظ إلى الكتبة أمر السنة وما يكون فيها من الآجال والأرزاق، وما يكون فيها إلى آخرها، كل أمر محكم لا يبدّل.
7/- أن الله تعالى يغفر لمن قامها إيماناً واحتساباً ما تقدم من ذنبه، كما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه” متفق عليه.
كما أنزل الله تعالى في شأنها سورة تتلى إلى يوم القيامة، وذكر فيها شرف هذه الليلة هي سورة القدر، وقال فيها: “وما أدراك ما ليلة القدر” وهذا تنويهاً بشأنها، وإظهاراً لعظمتها، وقال: “ليلة القدر خير من ألف شهر” فإحْياؤها بالعبادة فيها خير من عبادة ثلاث وثمانين سنة، وهذا فضل عظيم لا يقدره قدره إلا رب العالمين تبارك وتعالى..
فهنيئا لكم هذا الشهر المبارك، وهنيئا لكم هذه الليلة العظيمة.