إعــــلانات

معا.. للحدّ من كل مظاهر الإساءة والتعدّي على الأطفال

معا.. للحدّ من كل مظاهر الإساءة والتعدّي على الأطفال

 آن الأوان للوقوف بصدق وموضوعية ضدّ كل من يتخندق خلف حجج وأفكار وقيود، اختنقت بها رؤوس النعام الهاربة من مواجهة الحقيقة.

سؤال نوجهه إلى كل أب وأم، وكل راعٍ مسؤول عن رعيته: ماذا لو كان ولدك أو ابنتك ضحية لتلك الجريمة لا قدر الله؟ ماذا يمكنك أن تفعل إن اكتشفت أن المجرم الذي اغتال براءة صغيرك، إنما هو شخص ينتسب إلى عائلتك أو من أقاربك، أو من بين أهل ثقتك؟ هل تكتفي بعض أنامل الغيظ؟ إن ندمت العمر كله، هل ينجح في ترميم ما أفسده «الإهمال» لفلذة كبدك؟ إنها صرخة عالية تمتزج بالألم والقهر مع كل التفاصيل المأساوية التي اطلعنا عليها مباشرة من مصادرها وضحاياها من دون وسيط.

ليست دعوة إلى التجرّد من حبال الثقة، والتذرع بالشكّ والريبة في كل من حولنا، وإنما هي رسالة مفتوحة، تنبه وتحذر من كل صور وأشكال الإهمال أينما كان، وأينما وجد.

إنها صرخة جادة لنبني ثقافة فاعلة ورؤى موضوعية تحقق حالة من الوعي الناضج للحدّ من كل مظاهر الإساءة والتعدي على الأطفال، ما من شك أننا لو أدركنا ما تخلّفه جريمة الاعتداء على حرمة جسد الطفل البريء من متاعب وآلام وعقد نفسية عديدة، وتغيّرات سلوكية في منتهى الخطورة، وحتى نتصور جوهر المشكلة وأبعادها والمسؤولية الأسرية فيها.

 إن الأرقام والإحصاءات في كل المدن تثير كثيرا من التساؤلات والقلق حول المسكوت عنه، مما يجعل من جدية الطرح والتناول أكثر حتمية وضرورة إنسانية وأخلاقية وتربوية، يبدو أن هناك حلقة مفقودة تحول دون ترجمة إرادة تنفيذ الرؤى الحكيمة لأي قرارات تشريعية، وآلية تنفيذ كل ما يجب فعله للتصدي ومنع أي مظاهر سلبية للإساءة النفسية والمعنوية والجسدية إلى الأبرياء الصغار، وبصفة خاصة ما يأخذ منها شكل التحرّش أو الاعتداء الجسدي والجنسي، فإذا كانت الجهود الرسمية والحكومية والقوانين والتشريعات رادعة وتحظى بدعم واهتمام وغطاء إنساني غير مسبوق، والوالدان لا يترددان في عمل كل ما يحمي طفلهما من أي أذى، إلى جانب تصاعد الوعي المجتمعي بأهمية تحقيق أفضل صور الحماية النفسية والجسدية للطفل، فما الذي يحول دون تحقيق ذلك على أرض الواقع؟

إذا كانت التدابير الإجرائية الاحترازية اللازمة لتلك الحماية محققة، فما الذي يحول دون تحصن الطفل بمقومات هذه الحماية؟ هناك حاجة ماسة وتطلع نحو إيجاد ثقافة وقائية تصبح جزءا مكونا من ثقافة المجتمع بأسره، حتى ينشأ الطفل في مناخ اجتماعي وصحي وإنساني آمن، وهل هذه المؤشرات تجعلنا أكثر شجاعة وموضوعية في مواجهة «الخلايع والفجايع»؟

رابط دائم : https://nhar.tv/bq6sV
إعــــلانات
إعــــلانات